السفن الأشباح.. كيف استطاعت روسيا التفوق على العقوبات الغربية ؟!
في الأسبوع الأول من تموز 2024، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، مستهدفاً هذه المرة أسطول ناقلات الغاز الطبيعي المسال الروسي وشركات مرتبطة به، بالإضافة إلى 50 مسؤولاً روسياً على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
وتهدف هذه العقوبات إلى منع روسيا من استخدام موانئ الاتحاد الأوروبي لشحن الغاز إلى أطراف ثالثة، مما يزيد من تكلفة تصدير الغاز الروسي.
ويُقدِّر الاتحاد الأوروبي أن روسيا شحنت بين 4-6 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى دول أخرى عبر موانئه في العام الماضي.
ويشتهر أسطول الناقلات الروسي بلقب “أسطول الأشباح” بسبب صعوبة رصده وتتبع حركته، يُطلق هذا اللقب على السفن التي يصعب تحديد مواقعها أو تتبع مسارها أو إرجاع ملكيتها، وعادة ما تستخدمها دول مثل إيران وكوريا الشمالية وروسيا للتهرب من العقوبات، وأحياناً لتنفيذ مهام عسكرية، مما يثير القلق في أوروبا والغرب.
تابعونا عبر فيسبوك
كيف تتحول السفن إلى “أشباح”؟ تستخدم هذه السفن القديمة نظام التعريف الآلي “AIS” الذي يتتبع موقعها إلكترونياً، لكن يمكنها ببساطة تعطيل هذا النظام لتختفي في البحار.
ويُستخدم نظام AIS لتحسين السلامة البحرية من خلال توفير معلومات في الوقت الفعلي عن موقع السفينة وسرعتها ومسارها، مما يساعد على منع الاصطدامات وتسهيل التنقل ومراقبة الأنشطة المشبوهة.
تعطيل هذا النظام يُخفي السفينة عن أعين الرقابة الدولية.
بالإضافة إلى تعطيل نظام AIS، تقوم السفن الروسية بعمليات نقل من سفينة إلى أخرى في المياه الدولية، مما يعقد عملية التتبع ويخفي مصدر الشحنة ووجهتها.
كما تعتمد السفن الروسية على آليات ملكية معقدة تُسجَّل فيها السفن في دول ذات لوائح متساهلة، وتستخدم شركات وهمية متعددة لتصعيب عملية تتبعها.
وتستفيد روسيا أيضاً من موانئ الدول الصديقة أو المتعاطفة معها أو المحايدة، مما يسمح لسفنها بالعمل بأقل قدر من التدقيق.
كما تستخدم هذه السفن طرقاً بحرية بديلة أقل خضوعاً للمراقبة الغربية لتقليل خطر الحظر.
شاهد أيضاً : أول سفير لطهران منذ 8 سنوات.. الخرطوم بين الحرب والسياسة ؟!