بعد رفع أسعارها.. صيدلانيّ: انتشار ظاهرة شراء الدّواء بـ”الظّرف” !
أزمات السوريين لا تنتهي، ودائماً ما يبتكرون حلولاً لمواجهتها في ظل إمكانياتهم المحدودة، وإحدى أزماتهم هي “غلاء الأدوية”، الأمر الذي اضطرهم لابتكار حلول خارجة عن المنطق، تهدد حياتهم بالخطر، فبعض المتقاعدين الذين لا يمتلكون أي مورد آخر سوى راتبهم التقاعدي، يلجؤون إلى أخذ أدوية “منتهية الصلاحية” من الجمعيات الخيرية، وعدد من مرضى الضغط باتوا يكتفون بأخذ علاجهم “يوم أي يوم لا”، لكي تكفيهم علبة دواء الضغط لشهر كامل، والكثير من الحلول الصادمة، يرويها صيدلاني في ريف دمشق لـ”كيو بزنس”.
إذ أكد الصيدلاني وجود قصص كثيرة عن اختصار تكاليف الأدوية بعد الزيادة الأخيرة التي طرأت على أسعارها، قائلاً: “إحدى تلك القصص، أب دخل برفقة ابنته المريضة لشراء وصفة طبية لها تحتوي على 4 أدوية، دواء خافض للحرارة والتهاب أمعاء وإقياء ومضاد تشنج، وهو لا يملك ثمن الوصفة كاملاً، الأمر الذي اضطره إلى سؤال الصيدلاني عن الدواء الضروري بين تلك الأدوية لشرائه والاستغناء عن بقية الوصفة”.
تابعونا عبر فيسبوك
من جهته، أكد الصيدلاني عمار صنوبر لـ”كيو بزنس”، أن الرفع الأخير لأسعار الأدوية، أثر على أرقام المبيعات في الصيدليات بالمناطق الشعبية أو الأرياف، حيث تراجعت بشكل كبير.
وتابع صنوبر أنه تم الاستغناء عن الأدوية الكمالية، مثل المتممات الغذائية وأدوية البشرة والإكسسوارات والكريمات، وبات الأولوية لأدوية الأمراض المزمنة مثل القلب والسكري، إضافةً إلى المسكنات.
وقال: “بعد زيادة أسعار الأدوية، اضطر أغلب الصيادلة إلى بيع الأدوية بـ”الظرف” لأن المريض لا يملك ثمن شراء علبة كاملة من الدواء”، مؤكداً على انتشار ظاهرة البيع بـ”الظرف” كثيراً في الآونة الأخيرة.
وعند سؤال “كيو بزنس” له، عن وجود انقطاع ببعض الأصناف الدوائية، أجاب الصيدلاني أن “معظم الزمر الدوائية متوفرة، لكن يوجد انقطاعات ببعض الأدوية النوعية مثل بعض أنواع الصادات الحيوية والأدوية الهرمونية والغدة وبنسلامين لداء ويلسون، وقد يكون السبب لفقدان بعض الأصناف يعود للتصدير أو تكاليف المواد الأولية التي لا تتناسب مع الأسعار”.
شاهد أيضاً: 30 ألف طبيب.. على ذمة مسؤول “هجرة الأطباء” خلبيّة !