أوكرانيا ستفرض على كورسك حكماً عسكرياً.. ومعارك شرسة ؟!
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء أن بلاده قد تضطر لفرض حكم عسكري في مقاطعة كورسك الروسية التي تتوغل فيها قوات أوكرانية للأسبوع الثاني، في حين تشهد المنطقة معارك شرسة بين الطرفين.
ونشر زيلينسكي مقطع فيديو عبر تطبيق تليغرام قال فيه إنه عقد اجتماعا مع كبار المسؤولين الأمنيين في كييف، مشيرا إلى أن الاجتماع بحث الوضع الإنساني وإنشاء إدارات عسكرية في المقاطعة الحدودية.
وأضاف أن قواته تواصل التقدم داخل كورسك، وأوضح أن توغلت اليوم كيلومترين إضافيين وأسرت 100 جندي ورسي آخرين.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي تصريحات متزامنة، تحدث وزير الداخلية الأوكراني ايغور كليمنكو عن إنشاء “منطقة عازلة” في كورسك لحماية السكان الأوكرانيين عند الحدود من القصف الروسي، بينما قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن كييف تعمل على إقامة “منطقة أمنية” في المقاطعة الروسية، وتعتزم فتح ممرات لإجلاء المدنيين الروس الراغبين في الذهاب إما إلى روسيا أو أوكرانيا.
وكانت قوات أوكرانية بدأت الثلاثاء الماضي هجوما بريا غير مسبوق على مقاطعة كورسك الروسية، وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أول أمس إن قواته سيطرت على نحو ألف كيلومتر مربع.
كما تحدثت كييف عن سيطرة قواتها على 74 بلدة وقرية في كورسك منذ بدء الهجوم البري.
وفي المقابل، أقرت موسكو بأن القوات الأوكرانية أصبحت على عمق 30 كيلومترا من الحدود، كما أقر حاكم كورسك بسقوط 28 بلدة على الأقل بيد القوات المهاجمة.
واعتبرت كييف توغل قواتها في كورسك نتيجة للحرب التي تشنها روسيا منذ أواخر فبراير/شباط 2022، في حين قالت موسكو إن الغاية من الهجوم هي تخفيف الضغط الروسي على كل من خاركيف وسومي (شمال شرق) ودونيتسك (شرق).
وأفادت تقارير بأن روسيا سحبت قوات من أوكرانيا بهدف تعزيز قواتها في كورسك لصد الهجوم الأوكراني، بينما قال الحرس الوطني الروسي إنه عزز إجراءات الأمن عند محطة كورسك للطاقة النووية التي تبعد نحو 35 كيلومترا فقط عن جبهة القتال.
معارك شرسة
وفي التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن قواتها أحبطت هجمات أوكرانية تستهدف التوغل أكثر في عمق منطقة كورسك وألحقت بالقوات المهاجمة خسائر فادحة.
وبشكل متزامن، قال التلفزيون الرسمي الروسي إن القوات الروسية قلبت الكفة لصالحها في معارك كورسك وبث لقطات لتنفيذ هجمات على مواقع أوكرانية وخصص تغطية واسعة لإجلاء مدنيين روس من المنطقة الحدودية.
وفي المقابل، عرض التلفزيون الأوكراني الرسمي اليوم الأربعاء لقطات لجنود أوكرانيين وهم ينزلون العلم الروسي من على بناية رسمية في بلدة سودجا الروسية الحدودية، وهي مركز لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
وقال مدونون عسكريون روس إن القوات الروسية تخوض معارك شرسة ضد الوحدات الأوكرانية في كورسك.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي السياق، قال المدون العسكري الموالي لروسيا يوري بودولياكا إن “الموقف لا يزال صعبا… العدو لا يزال يملك زمام المبادرة وبالتالي يزيد من وجوده في منطقة كورسك ولو ببطء”.
وتسبب الهجوم الأوكراني في نزوح نحو 200 ألف روسي من مقاطعة كورسك، في حين قتل وأصيب العشرات منذ بدء المعارك في هذه المنطقة.
وبالتوازي أعلن حاكم في مقاطعة بيلغورود الحدودية فياتشسلاف غلادكوف حالة طوارئ في المنطقة، ووصف الوضع في المقاطعة بالعصيب، مشيرا إلى أن الضربات الأوكرانية أوقعت قتلى من المدنيين.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أن بعض الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا ضربت قواعد جوية روسية في بيلغورود.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس الثلاثاء إن أوكرانيا “بمساعدة أسيادها في الغرب” تحاول من خلال توغلها في كوروسك تحسين موقفها التفاوضي قبل مفاوضات سلام محتملة.
شاهد أيضاً: ميقاتي يضع خطة بشأن اللاجئين السوريين في لبنان ؟!