لماذا أجلت “إيران” ضربتها الانتقامية ضد “إسرائيل” ؟!
بعد مرور ما يقرب من 3 أسابيع على حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لفصائل القطاع إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وسط تصريحات إيرانية حملت التهديد بـ”رد انتقامي” ضد “إسرائيل” على ما جرى، رد إيران لم يحصل حتى الآن، ما دفع كثيرون للتساؤل عن سبب التأخر، وهل عزفت طهران على تنفيذ وعيدها ضد “تل أبيب”؟!
فقد حاول موقع “أويل برايس” الأمريكي تحليل سبب عدم رد إيران، حيث كان من المتوقع أن تنفذ إيران أو الفصائل اللبنانية هجوماً خلال الأسابيع الماضية، مما أثار موجة من الهستيريا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار الموقع إلى أن المحللين يرون أن تأجيل إيران لردها هو بـ”مثابة عذر أكثر من كونه إستراتيجية مقصودة”، وذلك رغم الإجماع بينهم على أن المناقشات الداخلية وتعقيد التنسيق مع الحلفاء، بالإضافة إلى تقييم المخاطر، ساهمت جميعها في تردد إيران.
تابعونا عبر فيسبوك
ووفقًا لراز زيمت، الباحث في “معهد دراسات الأمن القومي” في “تل أبيب”، “تواجه إيران معضلة كبيرة، إذ يسعى خامنئي والحرس الإيراني لاستعادة الردع ضد إسرائيل، لكن هناك مخاوف من أن يؤدي أي هجوم كبير إلى نشوب حرب مع إسرائيل وربما حتى مع الولايات المتحدة”.
من ناحية أخرى، أشار مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في “شركة لو بيك للاستشارات الدولية”، إلى أن “زيادة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة قد يؤدي إلى رد أقوى من الولايات المتحدة في حال قيام إيران بهجوم”.
وذكر الموقع أن “طهران رفضت دعوات الغرب لضبط النفس وأصرت على حقها المشروع في الرد على مقتل هنية”.
ورغم التكهنات بأن المكالمات الدبلوماسية مع القيادة الإيرانية ربما ساعدت في تأجيل الهجوم، أكد هورويتز أن “الدبلوماسية وحدها لن تغير حسابات إيران، التي ستتصرف بما تراه في مصلحتها”.
وأشار الموقع إلى أن “وقف إطلاق النار المحتمل في غزة بين إسرائيل وفصائل القطاع، قد يوفر لإيران ذريعة لتأجيل هجومها أو تقليصه”.
ويرى فرزان ثابت، الباحث في “معهد جنيف للدراسات العليا”، أن “إيران قد تكون تبحث عن مخرج لتبرير رد مخفف يمكن أن يكون وقف إطلاق النار هو هذا المخرج”.
في النهاية، خلص “أويل برايس” إلى أن الغموض حول توقيت وكيفية الرد الإيراني لا يزال قائماً، حيث تواجه طهران معضلة في توجيه ضربة انتقامية تكون قوية بما يكفي لردع “إسرائيل”، دون أن تؤدي إلى تصعيد غير منضبط نحو حرب أوسع.
شاهد أيضاً : هل صور حزب الله منزل نتنياهو ؟!