عودة قريبة.. هل تستطيع سوريا وتركيا تجاوز عقبات السّنوات الماضية ؟!
سنوات من القضايا المعقدة تراكمت خلال فترة الأزمة السورية بين دمشق وأنقرة، جاء أبرزها نتيجة التورط التركي عسكرياً في الأراضي السورية، في ظل وجود عشرات الفصائل المسلحة في الشمال السوري والمدعومة من تركيا، إضافة لتواجد “قسد” المدعومة من أمريكا في الشرق والشمال السوري.
هذا الوضع تسبب في تعثر المفاوضات بين دمشق وأنقرة لمرات عديدة، حيث تمسك الجانب السوري بمطالب محددة، مثل انسحاب القوات التركية غير الشرعية، بينما سعت تركيا لتجنب التزامات كبيرة، بما في ذلك عبء اللاجئين السوريين.
لكن، في ظل التطورات الأخيرة، يبدو أن المبادرة الروسية – العراقية المدعومة من إيران تقدم فرصة جديدة، حيث أظهرت دمشق مرونة أكبر في التعامل مع بعض القضايا، بما في ذلك الوجود التركي، في حين أن تركيا أظهرت رغبة غير مسبوقة في الانتقال من مرحلة التوتر إلى التعاون.
تابعونا عبر فيسبوك
هذا التحول يأتي في وقت أصبحت فيه الأزمة السورية من القضايا الرئيسية التي تؤثر على أنقرة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، خاصةً مع ارتفاع التكاليف المرتبطة باللاجئين السوريين وزيادة الكراهية تجاههم في الشارع التركي.
ورغم إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رغبته في لقاء نظيره السوري بشار الأسد، والذي قوبل برد من الأسد حول عدم جدوى اللقاء في الظروف الحالية، حيث طالب بلقاءات تمهيدية تسبق أي اتفاقات، دخلت التصريحات التركية في فترة من البرود، في محاولة لتحقيق بعض المكاسب قبل بدء المفاوضات الرسمية.
وقد انعكس هذا التباين في المواقف بين المسؤولين الأتراك بشأن ضرورة الوجود العسكري التركي في سوريا، وربط هذا الوجود بمسائل سياسية وأمنية، مثل “خطر الإرهـ.ـاب” الذي يشير إلى الأكراد المدعومين أمريكياً.
وعلى الرغم من المراوغة التركية، تسعى أنقرة للحفاظ على استراتيجيتها عبر تجنب الهجمات الإعلامية ضد دمشق وتعزيز نبرة الحوار بدلاً من التصعيد.
هذا التوجه يتماشى مع المطالب السورية التي تدعو إلى إجراء حوارات قائمة على مبادئ ثابتة وحل المشكلات المعقدة بين البلدين.
في هذا السياق، جاءت التصريحات التفاؤلية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن عقد لقاء قريب يضم روسيا وتركيا وإيران وسوريا، كخطوة لتحريك عملية إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وعلى الرغم من عدم تحديد مكان اللقاء، تشير الدعوات من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى بغداد كاحتمال لاستضافة الاجتماعات، بينما قد تستضيف موسكو بعضاً منها أيضاً.
بشكل عام، تعكس التطورات الأخيرة قفزة نوعية في عملية إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، مع إمكانية تجاوز العديد من العقبات السابقة.
ومن المتوقع أن تستغرق الاجتماعات وقتاً طويلاً وتكون مصحوبة بجولات عديدة لتحديد الأسس اللازمة لحل المشكلات.
في المقابل، من المحتمل أن تواصل واشنطن محاولاتها لتعطيل هذه العملية، مما يفسر تذكير موسكو بالوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا ودوره السلبي في محاولات إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة.
شاهد أيضاً : حدث أمني جديد في درعا.. ماذا جرى على معبر نصيب ؟!