في سوريّا.. المارقون والغسيل الوسخ !
سرقة واستيلاء وإتاوات واتجار بالبشر والمخدرات، ثروات وأموال طائلة مغمّسة بالدم، إمبراطوريات مالية وشبكات أخطبوطية تديرها مافيات التنظيمات المسلحة في الشمال السوري.
أين تذهب أموال قادة قسد والفصائل الموالية لتركيا وهيئة تحرير الشام؟
أوائل العام الماضي كشفت صحيفة “اكسبريسن” السويدية عن اتهام ممثل «قسد» في السويد «شيار علي» بغسيل أموال، تقدّر بـ400 ألف يورو، أحضرها من مكتب الوحدات الكردية في ألمانيا، بزعم أنها «مساعدات للشمال السوري”!.
يعرف من يعيشون تحت سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا، عدد كوادر قنديل الذين كانوا يشغلون مراكز مهمة في “الإدارة الذاتية” ممن فروا إلى شمال العراق وتركيا وأوروبا ومعهم ملايين الدولارات.
هم بالعشرات.. ومنهم مسؤول مكافحة الجريمة التابعة لقسد “هَفال جودي” الذي فرّ عام 2021 إلى شمال العراق وبحوزته ربع مليون دولار!.
لكن من يعيشون تحت سيطرة “قسد” لا يعرفون تفاصيل قضايا الفساد والسرقة التي تتغذى عليها “قسد”.. السرقة ليست محصورة بأفراد يسرقون أموالاً جمعتها “قسد” وإدارتها الذاتية ويفرون، بل إن “قسد” نفسها تعتاش على الاستيلاء والهيمنة على مقدرات السوريين والاتجار بالبشر والآثار والمخدرات، وتغسل جزءاً من أموالها في ألمانيا وشمال العراق ودول أخرى.
تابعونا عبر فيسبوك
ولكن ماذا عن الفصائل الموالية لتركيا؟!
نيسان الماضي، فضح صراع داخل فصيل يدعى “فرقة المعتصم” إحدى أكبر ملفات الفساد في الشمال.
الفضيحة فجّرها ما سمي بالمجلس العسكري في الفصيل، حين أعلن عزل قائد الفرقة “أبو العباس” وإخوته وقال في بيان إن “أبو العباس” حوّل الفصيل إلى شركة تجارية أمنية خاصة بعائلته وبنى ثروة وإمبراطورية مالية هائلة تقدر بملايين الدولارات، من خلال تهريب وبيع شحنات ضخمة من الأسلحة من سوريا إلى ليبيا، وأخفى كامل العائدات المالية الخاصة بالفصيل!.
أيضاً.. يعد تهريب المخدرات مصدر ثراء لقيادات فصائل أخرى وفي مقدمتهم فصيل “الحمزات” وقائده المدعو سيف أبو بكر وأعوانه.
أما “أبو عمشة” قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” فحدّث ولا حرج!
أكثر من 30 مليون دولار قيمة الدخل السنوي غير المشروع لفصيل “العمشات”، بحسب ما كشف تحقيق لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”.
يملك أبو عمشة بالإضافة إلى استثماراته في الشمال السوري شركة “السفير أوتو” لتجارة السيارات في إسطنبول ومطعم في مدينة الريحانية التركية، شركة عقارات في ولاية كلّس.. وما خفي أعظم!.
أبو عمشة فوّض أشقاءه الخمسة بإدارة مشاريعه واستثماراته في سوريا وتركيا وليبيا، بعد إسنادهم مناصب كبيرة في الفصيل، وجمع الأموال من الانتهاكات المتعلقة بالخطف بهدف الابتزاز المالي ومصادرة المنازل والأراضي والاستيلاء على محلات تجارية، إلى جانب الاتجار بالبشر والمخدرات والبضائع عبر الحدود مع تركيا!.
في مدينة إدلب وريفها الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، عمليات «غسيل أموال» لقياديين بارزين في التنظيم، وذلك عبر استثمار الأموال التي تم تحصيلها عبر الإتاوات والضرائب بمشاريع متعددة.
مع بداية التهدئة التي شهدتها المنطقة قبل 4 سنوات بدأ افتتاح المشاريع لبعض القياديين المتخفين وراء جهات مدنية، والمعروفين محلياً بتورطهم بسرقة أموال المدنيين والمساعدات التي تصل للنازحين، والتحكم بالمعابر، والهيمنة على جميع قطاعات الاقتصاد.
هذا التقرير مقدمة عامة لحقائق وأرقام وأسماء تقوم بعمليات غسل الأموال، ستنشر منصة «كيو ستريت» تفاصيلها في وقت لاحق.. انتظرونا.
شاهد أيضاً: صيف 2024 الأكثر سخونة في العالم ؟!