آخر الاخباررئيسيسياسة

هل تساوم دمشق على الوجود الإيراني في سوريا ؟!

ناقش الباحث السوري د.عقيل سعيد محفوض، خلال مقال له بعنوان “متلازمة إيران في سوريا”، نشر في منصة “180P0ST“، “إشكالية الوجود الإيراني في سوريا”، متسائلاً عن إمكانية جعل علاقة طهران ودمشق “أكثر توازناً” و”عائدية” ليس للطرفين فحسب وإنما للمنطقة العربية والشرق الأوسط ككل.

تابعونا عبر فيسبوك

هذا التساؤل دفع بالباحث إلى تصنيف “الخيارات المتعاكسة”  لكل من سوريا وإيران بعد التقديرات الموحية “بأن خروج إيران من سوريا “شرطُ” لعودة العرب إليها، وشرطٌ مباشر أو غير مباشر للدفع بسياسات الحل/التسوية، أو فك الحصار أو حتى التخفيف منه”، وتلك (التقديرات) أفرزت “توترات وتجاذبات في رؤية كل طرف للآخر”.

خيارات متعاكسة

يرى الباحث السوري أن هناك محاولة لوضع دمشق بين موقفين متعاكسين يصعب التوفيق بينهما، أولهما هو استمرار “التحالف مع إيران وبالتالي استمرار المواقف المناهضة لدمشق من قبل الغرب و”إسرائيل” وعدد من الدول العربية واستمرار حالة الحرب”.

الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في دمشق (رويترز)
الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في دمشق (رويترز)

الثاني وفقاً لمحفوض “تغيير الموقف مع إيران، وعودة العلاقات العربية، وتخفيف الحصار الغربي عن دمشق الأمر الذي سيعني تغيير مواقف وسياسات وتفاعلات وتحالفات دمشق، بشكل كبير”.

ويرى الباحث أن هذين الخيارين ستكون المفاضلة بينهما تحدياً صعباً أمام صناع السياسات في ظل أزمة ممتدة وعميقة، وافتقار الأطراف لليقين حيال المستقبل.

تابعونا عبر فيسبوك

كما أن “الخيارات المتعاكسة” تواجه إيران بطبيعة الحال إذ أن البقاء في سوريا سيحتم على طهران القبول “بكل تحديات الملازمة لذلك من جهة إيران، وكل التعقيدات والإكراهات والتبعات الملازمة للحدث السوري”.

ويضيف محفوض أن الخيار الثاني لطهران هو الخروج من سوريا والذي يكاد يكون مستحيلاً في ظل الظروف الراهنة، حيث أن “الحدث السوري لم يتجاوز حالة الحرب، وثمة مصادر تهديدات متزايدة”.

وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني (سانا)
وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني (سانا)

رؤية دمشق

يرى الباحث أن دمشق قد تجري مراجعة نسبية للوجود الإيراني في سوريا نظراً لـ “الإكراهات” التي سترافق هذا الوجود، وسعياً منها أي (دمشق) لـ”تهدئة الهواجس واحتواء مدارك التهديد لدى عدد من الدول العربية، حيال أثر تلك العلاقات على موقع ودور سوريا في الإقليم، وسداً للذرائع، وتخفيفاً لضغوط وإكراهات الحرب”.

تابعونا عبر فيسبوك

وهذه المراجعة تستند وفقاً لمحفوض إلى أن حضور إيران في سوريا هو لاعتبارات سورية في المقام الأول وجاء بطلب رسمي من دمشق هذا يقتضي منها أي (طهران) “الاستجابة لأي تطورات وإكراهات بهذا الخصوص، من منظور دمشق أولاً، طالما أن الأخيرة هي الأقدر على تقدير الموقف” .

ووفقاً للباحث السوري فمن المتوقع أن تفضي تلك الإكراهات نفسها إلى دفع دمشق وطهران لمقاومة الضغوط المتزايدة لـ”تفكيك” علاقاتهما، لكن ليس “مراجعتها” بقصد تكييفه” مع طبيعة التحولات في المشهد السوري وتداخلاته الإقليمية والدولية. وعلى الرغم من أن إيران سوف تتمسك بموقفها في سوريا، ليس باعتباره حاجة استراتيجية للطرفين فحسب، وإنما باعتباره حاجة إيرانية تتجاوز إكراهات الأزمة السورية.

شاهد أيضاً: أمريكا تسحب حاملة طائرات من الشرق الأوسط.. لهذا السبب ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى