مع التصعيد في الشرق الأوسط.. سيناريوهات مرعبة للاقتصاد العالمي
دقت رسائل جديدة من صندوق النقد الدولي، ناقوس الخطر حول تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، والذي قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي، حيث أكدت جولي كوزاك المتحدثة باسم الصندوق، أن احتمال تصعيد الصراع يزيد من المخاطر وحالة عدم اليقين، وقد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها.
ورغم أن جولي كوزاك، قالت إنه من السابق لأوانه التنبؤ بتأثيرات محددة على الاقتصاد العالمي، لكنها أشارت إلى أن اقتصادات المنطقة تعاني بالفعل بشدة، وخصوصا في قطاع غزة، حيث يواجه السكان “ظروفا اجتماعية واقتصادية قاسية وأزمة إنسانية ونقصا في المساعدات”.
في حين يرى المتخصصون في الشأن الاقتصادي والمتابعون لشئون الشرق الأوسط، أن “التصعيد في منطقة الشرق الأوسط يمكنه التأثير على العالم أجمع في حالة نشوب حرب إقليمية”.
عميد هندسة الطاقة بالجامعة البريطانية الدكتور عطية عطية، يرى أن النفط وقطاع الطاقة قد يدفعان العالم إلى مستويات تضخمية مرعبة في حالة تنامي الصراع في منطقة الشرق الأوسط، لأن هذه المنطقة هي الأغنى بمصادر الطاقة، سواء الغاز الطبيعي أو البترول، لذا قد نشهد تطورات رهيبة في حالة امتداد الحرب لمدة أطول أو دخول أطراف أخرى في المنطقة في هذه الحرب.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكد “عطية” لقناة المشهد على أن دخول أطراف أخرى في الحرب، أو حدوث تصعيد إسرائيلي إيراني فإن سعر برميل النفط قد يقفز لمستويات قياسية، وهو ما ستكون له تداعيات مرعبة على العالم أجمع، ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط، وسنشهد مستويات تضخمية خطيرة، لأن النفط هو عصب حركة الاقتصاد.
عَدّد الباحث في الشأن الاقتصادي محمود القاسم خسائر العالم من هذه التوترات منذ بدء الصراع في أكتوبر 2023 منها:
تضرر حركة السياحة والطيران في دول مصر ولبنان والأردن وبالطبع في “إسرائيل”.
20 % يكون انكماشاً في الناتج المحلي الإسرائيلي بخلاف نتائج اقتصادية أخرى قد تعلن لاحقاً.
الحرب ستسبب مزيد من الانهيار للعملة اللبنانية التي تعاني منذ سنوات.
تضرر موارد قناة السويس المصرية من استهداف السفن في البحر الأحمر، حيث هبطت إيرادات الشريان الملاحي العالمي 60%.
ارتفاع تكلفة التأمين على السفن المارة في البحر الأحمر مما يزيد من تكاليف السلع المنقولة.
قفزات في الطلب على الملاذات الآمنة وهروب الاستثمارات وتضرر الأسهم.
محمود القاسم أوضح، أن تنامي الصراع ليس في مصلحة أحد بما في ذلك الدول الأوروبية وأمريكا، وأن تأثيرات حرب روسيا وأوكرانيا لا تزال تضرب العالم، فنحن نعيش موجات تضخم هي الأعنف منذ عقود بسبب تضرر سلاسل التوريد، فالعالم لا يتحمل حرباً أخرى.
إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي الدكتور هاني قداح، إن التأثير الرئيسي للصراع على الاقتصاد العالمي يمتد إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية والنفط والحبوب، فضلا عن زيادة تكاليف الشحن، مع تجنب السفن هجمات حركة “الحوثي” اليمنية على الملاحة في البحر الأحمر، مما يزيد من تكلفة انتقال السلع إلى أوروبا.
وحذر قداح، من أن ارتفاع حدة التوتر أو دخول إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل قد يدفع برميل النفط لمستويات تصل 200 دولار بحسب توقعاته، مدللاً على ذلك بأن إيران عنصر مهم في معادلة تسعير النفط العالمية فهي تضيف أكثر من مليون برميل يوميًا”، فالعالم لا يمكنه تحمل خسارة هذا الإنتاج دفعة واحدة.
شاهد أيضاً: ماكرون: الاقتصاد الأوروبي يواجه خطر الموت !