هل تكوّن الصينّ أكبرّ الخاسرين من الهجوم “الإسرائيلي” على إيران ؟!
أصبحت البنية التحتية النفطية لإيران تقع في مركز الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، لكن الضربة “الإسرائيلية” المحتملة على منشآت الطاقة الإيرانية من شأنها أن تؤثر أيضاً على الصين بشكل مباشر.
تعتمد الصين على النفط الإيراني نظراً لسعره المنخفض نسبة لبقية الأسعار العالمية، لأن العقوبات لم تترك سوى عدد قليل من المشترين للنفط الإيراني. وعلى الرغم من مواصلة الهند وبعض الدول النامية شراء النفط الروسي، وهو أغلى من النفط الإيراني، إلا أن بكين الوحيدة من بين دول العالم التي على استعداد لشراء النفط من طهران.
وبالنسبة لإيران، فإن مبيعات النفط للصين والتي تبلغ 2 مليار دولار شهرياً، تمثل ما لا يقل عن 5 بالمئة من الناتج الاقتصادي الإيراني بالكامل، لذلك تعد الصادرات إلى الصين، مصدراً حيوياً للإيرادات، التي بدورها توفر النقود التي تحتاجها إيران لدفع ثمن وارداتها الخارجية. مع العلم أن إيران تصدر ما يقرب من نصف إنتاجها من النفط وتستخدم الباقي لتلبية احتياجاتها المحلية.
مع العلم أن إيران عضو في منظمة أوبك ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 ملايين برميل يومياً، تعادل 3 بالمئة من الإنتاج العالمي.
تابعونا عبر فيسبوك
وارتفعت صادرات إيران من النفط هذا العام إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات إلى 1.7 مليون برميل يومياً، رغم العقوبات الأميركية، وتشتري المصافي الصينية معظم هذه الإمدادات، إذ تقول بكين إنها لا تعترف بالعقوبات الأحادية الجانب.
ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد في الأسواق العالمية، الأسبوع الماضي، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه يتم النقاش حول إمكانية قيام “إسرائيل” بضرب قطاع النفط الضخم في إيران، على الرغم من أن معظم البلدان تتجنب النفط الإيراني بسبب العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
لكن بالنسبة إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، والتي تستورد ما يقرب من ثلاثة أرباع استهلاكها من النفط، فإن فقدانها المحتمل للإمدادات الإيرانية من شأنه أن يجعلها تتجه إلى الأسواق العالمية لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وهو ما يزيد الطلب في السوق ويضغط على الأسعار.
شاهد أيضاً: علامة جديدة على وجود أزمة في قطاع الصناعة بألمانيا