السوريون يشترون خضارهم بالحبة.. والسبب التصدير!
نور ملحم.. تزداد حياة السوريين صعوبة مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية وخاصة الخضار والفواكه فتخلوا عن إعداد مؤونة الشتاء التي كانوا يعدونها في السابق، فارتفاع تكاليف الإنتاج أوجد طريقة جديدة للشراء لم يعتد عليها السوريون بعد أن كانوا يعدون في فصل الخريف مؤونة الشتاء فأصبحوا يشترون خضارهم بالحبة وهو أمر لا تعرفه العائلات ولا الباعة من قبل لكن الحاجة دفعتهم إلى ذلك.
يقول معتز الباشا مهندس كهرباء لجريدتنا “ارتفعت أسعار الخضار والفواكه ومنها البندورة والخيار والبطاطا والباذنجان بنسبة كبيرة حيث تجاوز سعر كيلو البندورة الـ5000 ليرة سورية بعد أن كان في بداية الشهر الجاري حوالي 2500 ليرة سورية، وبلغ سعر الخيار 2500 ليرة بدلا من 1300 ليرة”.
وأشار الباشا إلى ارتفاع أسعار بقية المنتجات بنفس النسب في حين كان سعرها الموسم الماضي لا يتجاوز 1000 ليرة سورية، مضيفا “نحن في عز موسم الخضار والفواكه وحاجاتنا اليومية لا نستطيع تأمينها”.
وأوجد غلاء الخضار والفواكه هذا العام طريقة للشراء لم يعتد عليها السوريون طوال حياتهم، حسب أبو العبد وهو صاحب محل لبيع الخضار والفواكه في سوق الشيخ سعد.
تابعونا عبر فيسبوك
يقول العم الخمسيني لجريدتنا “أعمل في مهنة بيع الخضار والفواكه منذ أكثر من 35 عاما، ولكن هذا العام ظهرت عادة لم نعتد عليها وهي شراء الخضار والفواكه بالقطعة، ويأتي الزبون ويقول أريد حبتي بندورة ومثلها خيار وباذنجان وبطاطا، هذه الطريقة لم تكن معروفة في سوريا“.
مبرراً هذه العادة التي أصبحت تمارس من قبل السوريين ارتفاع أسعار الخضار والفواكه التي تعتبر في موسمها بنسبة تتجاوز 500% عن العام الماضي.
وتعد ربات البيوت المؤونة في الخريف لأن الخضار تكون رخيصة الثمن لأنها تثمر في موسمها، على عكس فصل الشتاء الذي تكون فيه الأسعار مرتفعة لعدم توافر الخضار بكثرة.
وقالت ميساء ربة منزل وأم لخمسة أطفال لجريدتنا أسعار الكثير من المواد التي تدخل في تجهيزات المؤونة مثل الباذنجان أو البندورة والفليفلة تضاعفت في العام الحالي، فالجبنة تباع 30 آلف ليرة سورية للكيلوغرام، بينما كان سعرها بمعدل النصف العام الماضي.
وأضافت، تحضير المؤونة كان يحمل في الماضي الكثير من الألفة والمحبة بين الأهل أثناء الاجتماع لتحضيرها، لكن الغلاء يغيّر اليوم عادات وتقاليد السوريين إذ “لم يعد هنالك المال الكافي لتلك العادات، فكلفة مؤونة هذا العام مضاعفة عن العام السابق، تضاعفت الأسعار مرات بمبررات واهية كضعف الإنتاج مقابل زيادة الطلب، ولاسيما الأجبان والسمون إلى جانب الحصار الاقتصادي على البلاد”.
بالمقابل أكد رئيس لجنة الخضار والفواكه في سوق الهال المركزي بدمشق أسامة قزيز لجريدتنا بأن السبب الرئيس لارتفاع أسعار الخضار والفواكه، مرتبط بالتصدير الحاصل إلى الدول المجاورة، وليس الاستهلاك المحلي حيث يتم تصدير أكثر من 15 براد من الخضار والفواكه بشكلٍ يوميّ
مبيناً إن الطلب على الخضراوات والفواكه خلال الموسم الحالي قليل نتيجة غلاء الأسعار وقلة التوريدات التي تأتي إلى سوق الهال والتي انخفضت بنسبة 50% بالمئة نتيجة عدم توفر مادة المازوت للشاحنات التي تنقل الخضروات وفي حال توافرها فأنه يتم شراءها من السوق السوداء بسعر مرتفع جداً مما أثر بشكل سلبي على ارتفاع أجور النقل بين المحافظات وعدم استقرار الطقس لغاية الآن والرياح الشديدة التي تسببت بتخريب البيوت البلاستيكية”.
وسجلت أسعار الخضار أرقاماً قياسية أغلى من أسعار الفواكه الموسمية، وتراوح سعر كيلو البندورة ما بين 4500– 5000 ليرة، والخيار بين 1500- 2500 ليرة، والبطاطا 2500-3000ليرة، والخسة 1000-1500ليرة.
وبلغ سعر جرزة البقدونس 500 ليرة، وكيلو البصل 1000 ليرة، والثوم 9 آلاف ليرة، والفاصولياء بين 6000- 10 ألف ليرة، والباذنجان 2500 آلاف ليرة، وكيلو الزهرة 2500ليرة والفول ما بين 1000-2500 والبازيلاء ما بين 5000- 8000 ليرة.
شاهد أيضاً: إغلاق كل فعالية لا تعلن عن أسعارها