المعارضة السورية. وممالأة “إسرائيل”؟!
لم يكن مشهد “المعارض السوري” فهد المصري ظاهراً على قناة I24 الإسرائيلية مفاجئاً بطبيعة الحال، إذ أنَّ رئيس ما يسمى “جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا” قد أبدى فرحه التام بما يجري في غـ. زة ولبنان بل، وأيَّد الغارات الوحشـ. ية التي يشنها الاحـ. تلال على المدنيين في الخيام ومراكز الإيواء والمستشفيات، وكل ما تطوله طائراته وصواريخه.
ولن يتفاجأ أحد إن علم أنّ المصري مرتبط بضابط تابع للمخابرات الإسرائيلية “جهاز الموساد” ويروج لأفكار انقسامية وشديدة الاستقطاب تودي بالمجتمع السوري إلى التفكك، كما أكدَّ تحقيق مستقل لشبكة “آيكاد” في تموز/ يوليو الماضي.
المفاجأة حقاً أن تُنتقد المعارضة من قبل مموليها وبقلم كاتب ممالئ لها، ولا بل والأدهى عبر منبر إعلامي معروف بدعمه للمعارضة الممولة تركياً ألا وهي صحيفة “العربي الجديد”.
تابعونا عبر فيسبوك
الكاتب “عمار ديوب” كشف في مقالٍ له عبر الصحيفة أن المعارضة، الممثلة بالائتلاف، والمؤسسات المنبثقة عنه، لم يصدر عنها أي موقفٍ واضحٍ، معَ أو ضدِ ما يحدث في غزَّةَ أو لبنان، بل العكس انكفأت على نفسها، واتخذت من “الصمت” جسراً للقبول للدولي.
وقال الكاتب “مع اندلاع حرب الدّولة الصّـ. هيونيَّة على غـ. زّةَ ثم لبنان، صمتت المعارضة السوريَّة. يُلاحظُ هنا سوء فهمٍ جوهري للسياسة بشكلٍ عامٍ، والعلاقات الإقليمية والدولية كذلك”، مضيفاً “أن توهمها بالحصول على القبول من الدول عبر الصمت إزاء الإبادة والجرائم، يوضح رداءة تفكيرها ومحدوديته”.
ويؤكد ديوب أنَّ “الأسوأ هو تبنّي قطاعات من المعارضة الرؤية الصـ. هيونية تجاه الحرب في غزّةَ ولبنان، أي الوقوف معها، واعتقادهم أن اجتثاث حزب الله وحماس سيساعدهم على تحقيق أهدافهم، وأن الدولة الصّهيونيَّة تتبنى السلام” وفق قول الكاتب.
إلا أنه يشير مجددا إلى أن المعارضة نبذت مكتسبات القومية العربية التي تعادي “إسرائيل” لصالح الدعم الأمريكي، ولا يستبعد رؤية بعض السوريين من طرفها “المعارضة” يركبون الدبابات الإسرائيلية، تحقيقاً لمبتغاهم.
إلا أن مراقبين رأوا أن هذا الموقف للمعارضة متماهي إلى حد ما مع الموقف التركي، المناوئ علناً الممالئ سراً، حيث إنها بكل مؤسساتها المزعومة وحكوماتها العديدة لا تخرج عن إشارة ضابط كبير بالاستخبارات التركية، وسياستها لا تخرج عن طور السياسة التركية، المتمثل باستغلال الأزمات والانتهازية لتحقيق مكاسب سياسية.
شاهد أيضاً: “تصعيد نووي متبادل” بين وكالة الطاقة الذرية وإيران ؟!