تطورات الساعات الأخيرة في حلب وريفها ؟!
تطورات عسكرية متسارعة تشهدها سوريا خلال الأيام الماضية مع سيطرة “هيئة تحرير الشام” وفصائل مدعومة من تركيا، على مساحات واسعة من مدينة حلب في شمال سوريا عقب هجوم مباغت بدأ خلال اليومين الماضيين، واستهدف مناطق سيطرة الجيش السوري في شمال وشمال غرب البلاد، ليشكل أوسع تقدم لمسلحي “النصرة” منذ سنوات.
وأكد مصادر ميدانية أن مسلحي “النصرة” دخلوا أحياء جنوبية وغربية من مدينة حلب، مشيرةً إلى أن المسلحين وصلوا إلى قلعة حلب، أحد أبرز معالم المدينة.
دخول مسلحي النصرة إلى الأحياء المدنية أدى إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقال ديفيد كاردن نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية “قلقون جداً من الوضع في شمال غرب سوريا”.
وأضاف بالقول: “أودت الهجمات المتواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بحياة ما لا يقل عن 27 مدنياً، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات”، مؤكدة على أن “البنية التحتية المدنية والمدنيون ليسوا أهدافاً ويجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني”.
تابعونا عبر فيسبوك
ورداً على ذلك، أغلقت السلطات السورية مطار حلب وألغت جميع الرحلات الجوية، ووصلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة لمحاولة استعادة المناطق التي أعاد الجيش السوري انتشاره فيها، كما شنت الطائرات الروسية والسورية أكثر من 20 غارة جوية على مناطق في إدلب، ما أدى إلى مقتل شخص”، بحسب مصادر ميدانية.
لاحقاً.. دخلت “قسد” على خط المعركة، حيث أعلنت وقوفها مع الجيش السوري لمواجهة الهجوم الكبير للفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب، وانتشرت في مطار حلب الدولي وعدة بلدات من الريف الشرقي، ما دفع الفصائل التابعة لـ”الجيش الوطني” لإطلاق عملية جديدة تحت مسمى “فجر الحرية” للرد على تدخل “قسد” في معركة الشمال السوري.
ونقلت مصادر ميدانية بأن الجيش السوري سلم مطار حلب والعديد من المواقع الاستراتيجية الأخرى إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، المكون الأساسي في “قسد”.
وأوضحت المصادر أن “قسد” سيطرت على مطار حلب وأحياء الهلك الفوقاني وحي بستان باشا والأشرفية والسريان الجديدة والحي الصناعي في مدينة حلب، وبعض مناطق الريف الشمالي وصولاً إلى بلدتي نبل والزهراء، كما وسعت سيطرتها شرقي المدينة.
وكانت “قسد”، اتهمت تركيا بالتخطيط لعملية “ردع العدوان” العسكرية، التي أطلقتها الفصائل المسلحة منذ أيام ضد الجيش السوري.
وقال مدير المركز الإعلامي لقوات “قسد” فرهاد شامي، إن تركيا تدير العملية “خطوة بخطوة”، واصفاً هذا التطورات بـ”الحساسة”، مضيفاً أن “قسد” تتابع الموقف عن كثب، وستتدخل عند الضرورة لتحقيق ذلك.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشار المراقبون إلى “أبو محمد الجولاني” قائد “هيئة تحرير الشام” يحاول استعادة ثقة المسلحين لا سيما من الجنسيات الأجنبية منهم بعد تشكيله لما تعرف بـ”هيئة تحرير الشام” في عام 2017، مؤكدين أن إقامة “الجولاني” خارج سوريا وتخليه عن العمليات العسكرية لسنوات أفقده الكثير والكثير من الثقة.
إلى ذلك، قال الجيش السوري، إن الاشتباكات مع المسلحين على جبهتي حلب وإدلب إنه أعاد انتشار قواته نتيجة تعدد جبهات الاشتباك مع أعداد كبيرة من المسلحين.
وأشار الجيش السوري إلى أن إعادة انتشار قواته تهدف لتدعيم خطوط الدفاع، وأنه يستعد لشن هجوم مضاد حينما يستكمل وصول التعزيزات العسكرية، مؤكداً أن المسلحين دخلوا أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن يتمكنوا من تثبيت نقاط تمركز لهم.
في موسكو، اعتبر الكرملين أن هجوم المسلحين يشكل “انتهاكاً لسيادة سوريا”، وأعلن عن تعزيز دعمه العسكري للجيش السوري. وفي المقابل، دعت تركيا إلى وقف الهجمات في إدلب ومحيطها، محذرة من تصاعد التوترات في المنطقة الحدودية.
سياسياً.. بحث بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري مع نظيره السوري بسام صباغ، التطورات الأخيرة في شمال سوريا خاصة في إدلب وحلب، حيث استمع الوزير عبد العاطي إلى شرح وتقييم الوزير صباغ للتطورات الأخيرة المتلاحقة هناك.
وأعرب عبد العاطي عن القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكداً موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها.
شاهد أيضاً : كيف بدا الموقف التركي مما يجري في حلب ؟!