آخر الاخباررئيسيسياسة

لماذا فتح أردوغان معركة حلب في هذا التوقيت ؟!

خلال الأيام الـ3 الماضية شنّت “هيئة تحرير الشام” وفصائل مسلحة تابعة ل”الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، هجوماً مفاجئاً شمال غربي سوريا، وصولاً إلى مدينة حلب، وذلك في أول تغيير لخطوط في البلاد منذ نحو 5 سنوات. جاء هذا غداة بدء تنفيذ وقف النار في الجنوب اللبناني.

ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أراد قبل وصول الرئيس دونالد ترامب، الإفادة من حالة الإنهاك لدى حلفاء سوريا من الحرب في لبنان وانشغال روسيا في حرب أوكرانيا، لفرض وقائع جديدة كما فعل سابقاً في ناغورنو كارباخ وليبيا.

وقالت مصادر ميدانية: إن “الإعداد للمعركة استمر بضعة أشهر، وشارك فيها حوالي 50 الف مسلحاً يملكون سلاحاً متطوراً واستولوا على سلاح إضافي من مواقع عسكرية للجيش السوري غرب حلب، قبل التوغل في المدينة شمالي سوريا”.

تابعونا عبر فيسبوك

لكن لماذا فتحت أنقرة هذه المعركة؟ وما مواقف الأطراف السورية والقوى الخارجية؟

منذ اتفاق الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين لتثبيت هدنة إدلب في آذار عام 2020 بعد أشهر على اتفاقات مشابهة بين أمريكا وتركيا وروسيا لرسم الخطوط شرق الفرات، أصبحت سوريا (185 ألف كلم مربع) مقسمة عملياً إلى ثلاث مناطق نفوذ: واحدة تشكل حوالي 65%وتسيطر عليها الحكومة بدعم روسي. ثانية، تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا وتبلغ حوالي 25% من سوريا. والثالثة، تقع شمالي سوريا وشمالها الغربي، وتسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” وفصائل تدعمها تركيا.، بحسب مراقبين

وقد حصلت مناوشات وغارات، لكن خطوط التماس بقيت ثابتة بين “التقسيمات الثلاث”.

وتقدم أنقرة الدعم لفصائل مسلحة و”هيئة تحرير الشام” عسكرياً واستخباراتياً، كما أن هناك جنوداً من تركيا ونقاطاً عسكرية وآليات وبنية تحتية تركية موجودة في الجيوب الجغرافية شمالي البلاد. وهذه العملية التي سميت “ردع العدوان”، أكدت مصادر من “المعارضة السورية” بأنها لا يمكن أن تتم دون موافقة أنقرة.

ويقول مطلعون على موقف أنقرة، إن أردوغان أراد من دعم العملية العسكرية الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد الذي رفض لقاءه قبل إعلان التزام انسحاب الجيش التركي من سوريا، وتطويق “قسد” والإفادة من ضعف حلفاء دمشق، مشيرين إلى أن أردوغان يريد تحسين موقفه التفاوضي قبل وصول ترامب، مشبهين ما يحصل حالياً بدعم حكومة طرابلس في ليبيا وأذربيجان في إقليم ناغورني كارباخ.

وكان أردوغان قد اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية 2016 تم من خلالها استعادة الجيش السوري لأحياء في شرق حلب مقابل تقطيع تركيا أوصال “قسد” شمالي سوريا. ومذاك، أصبحت حلب تحت سيطرة قوات دمشق.

تابعونا عبر فيسبوك

وقالت الخارجية التركية الجمعة إن الاشتباكات “أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوتر في المنطقة”، مشيرة إلى أن أنقرة حذرت من أن الهجمات الأخيرة على إدلب، وهي منطقة تسيطر عليها الفصائل المسلحة، تقوض روح اتفاقيات خفض التصعيد وتعرقل تنفيذها.

واعتبر المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة أن الوضع في حلب “انتهاك لسيادة سوريا”. وأعرب عن دعم بلاده “للحكومة السورية في إعادة النظام الدستوري للمنطقة”

وفسر مراقبون التأخر الروسي، برغبة الرئيس الروسي بوتين في الضغط على الرئيس الأسد لقبول لقاء أردوغان، أو أن روسيا مشغولة في حرب أوكرانيا وأنها سحبت كثيراً من قواتها إلى حربها الأساسية في خاصرتها المجاورة.

وشدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان له “على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمتها وجيشها في كفاحها ضد الإرهـ.ـاب”، بعد اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ. وكان عراقجي قد اعتبر أن التطورات الميدانية في سوريا “مخطط أمريكي صهيوني لإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة عقب إخفاقات وهزائم إسرائيل أمام محور المقاومة”.

وكانت “إسرائيل” قصفت مواقع عسكرية في ريف إدلب يوم 9 تشرين الثاني، في أول قصف من نوعه منذ بدء النزاع في سوريا. وكانت شنت مئات الغارات على مواقع أخرى تقول إنها “مواقع لمجموعات إيرانية” في مناطق مختلفة من سوريا في السنوات الاخيرة. وقال رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بعد اتفاق وقف النار مع لبنان: “على الأسد ان يعرف انه يلعب بالنار”. وتطالب “تل أببب” دمشق بـ”وقف مرور السلاح إلى الحزب في لبنان”.

وأعرب مسؤولون في “قوات سوريا الديمقراطية” عن قلقهم من عودة ترامب الذي كان قد سحب بعض قواته من مناطقهم نهاية 2019، ما أدى إلى توغل قوات موالية لتركيا شرق سوريا.

شاهد أيضاً : ماذا جرى خلال الساعات الأخيرة في سوريا ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى