«رفع التقنين» أنقذ موسم «كسب» السياحي.. «ضيعة لم تعد ضايعة»
خاص – بسام إبراهيم
تعتمد بلدة “كسب” في ريف “اللاذقية” الشمالي على السياحة كأحد أهم مصادر الدخل لأبنائها مع انتشار عدد كبير من المطاعم والفنادق فيها بسويات مختلفة إلى جانب الزراعة.
وساهم ارتفاع سعر البنزين وعدم توفره إلى جانب ساعات التقنين الكهربائي الطويلة وانعكاسه على توفر مياه الشرب، بتراجع أعداد السياح والقاصدين لهذه البلدة التي تبعد حوالي 60 كيلو متراً شمالاً عن مدينة اللاذقية.
هذه العوامل مجتمعة دفعت حتى أبناء اللاذقية ممن يملكون منازلاً في المصيف المعروف إلى تقنين زياراتهم لمنازلهم واقتصارها إلى أيام محدودة فهم محكومون بثمن البنزين المرتفع والسؤال مسبقاً عن توفر المياه.
وأمام هذه الواقع باتت السياحة إلى كسب التي يشفع لها جمال طبيعتها وجبالها ونمطها العمراني تعتمد بشكل أساسي على المجموعات السياحية التي تصل من مناطق مختلفة عبر باصات على حساب العائلات التي كانت تقصدها بسياراتها الخاصة.
وأضفى وجود التلفريك وقرية السمرا على البحر طابعاً فريداً على السياحة في البلدة وفق حديث مختار كسب “سيبوه كرجيان” لجريدتنا «كانت السمرا في السابق ضيعة ضايعة.. بينما هي الآن ضيعة فوق الأبراج، ولابد لكل من يزور كسب أنّ يزورها أو أن يقصدها مباشرة»، مضيفاً إن «التلفريك جذب السياح من كل مكان وخاصة على شكل كروبات سياحية تقصد البلدة».
ورأى “كرجيان” أن «السياحة في البلدة كانت “ضعيفة جداً” بداية الموسم السياحي وخلال الشهر السابع بسبب نقص الأساسيات وأهمها المياه والكهرباء»، مشيراً إلى أنه «بفضل بعض أصدقاء كسب من أباء ومديرين وفي مقدمتهم محافظ اللاذقية» فإنه «تم زيادة ساعات وصل الكهرباء في البلدة ليلاً لتشجيع السياحة وأحيائها، قائلاً «نحاول أن نقدم الأفضل للمواطنين من خلال ما توفره البلدة من خدمات سياحية.. ونأمل أن تكون الاحتياجات معدومة والإقبال جيد جداً».
يرفض “واهان بدوريان” صاحب مطعم و تلفريك كسب وصف الكثيرين بأن «الموسم السياحي الحالي هو الأسوأ»، ويقول لجريدتنا «الموسم السياحي جيد ونتطلع في العام القادم إلى افتتاح المطعم بشكل كامل والحصول على الموافقات لإقامة خط تلفريك جديد وأطول» مضيفاً «إن التلفريك شكل حالة سياحية خاصة في كسب.. وهناك من يقصده من جميع المحافظات.. آخرها مجموعات سياحية من الأردن».
تابعنا عبر فيسبوك
من جهتها، قالت صاحبة مطعم جاك “مارال كارجكيان” «لا نستطيع القول إنه لم يكن هناك موسم سياحي خلال هذ العام، لكن المؤكد أنه خلال شهر آب تحسن الوضع بشكل لافت، مع تحسن واقع الكهرباء».
وأشارت إلى أن المطعم كانت تقصده فئة من الشباب وطلاب الجامعات الذين كانوا يقصدون البلدة بعد التنسيق مع وسائل نقل عامة ومع المطعم، إلا أن هذه الفئة غابت كلياً عن المشهد بسبب صعوبة المواصلات.
في بداية شهر آب زار محافظ اللاذقية المهندس “عامر هلال” بلدة كسب وعلى غرار عدة مناطق ولضرورات تأمين مياه الشرب ودعم السياحة تم الاتفاق مع شركة الكهرباء لإعفاء البلدة من التقنين الكهربائي في ساعات الليل الأمر الذي أسهم في توفير المياه وزيادة النشاط السياحي في البلدة.
اختلف المشهد في البلدة قليلاً مع زيادة عدد ساعات وصل الكهرباء واختفاء شكاوي المياه، وامتلأت بعض البيوت بسكانها وخاصة من أبناء اللاذقية، وهو ما انعكس إيجاباً أيضاً على باقي المرافق السياحية و المحال التجارية في البلدة.
شاهد أيضاً: سوريا تعيش حالياً أطول موجة حارّة لهذا العام.. إليك موعد نهايتها