«قاتلنا بشدة من أجل إسعاد جماهيرنا، فنحن نشعر بنضال شعبنا المحروم من الكهرباء ومقومات الحياة»، تلك الكلمات وجهها وائل عرقجي، لاعب منتخب لبنان بكرة السلة إلى جمهور بلده، عقب تتويج المنتخب اللبناني ببطولة كأس العرب لكرة السلة.
تلك البطولة التي انسحب منها منتخب سوريا، لعدم القدرة على ضمان تحقيق نتائج إيجابية، وإمكانية تعرضه لهزائم قاسية كما جرى مع منتخب كرة القدم، الذي ودّع التصفيات المونديالية بعد خسارتيه الأخيرتين أمام الإمارات وكوريا الجنوبية، بأداء كارثي وطريقة «مذلة».
وبدل أن يخرج لاعبو المنتخب للاعتذار من الجماهير السورية على «الصدمة» التي لحقت بهم جراء ما حدث، والأداء الهزيل الذي قدموه في المباراتين، خرج البعض منهم لكشف خفايا الرحلات «السياحية» إلى دولة الإمارات، وتفاصيل غير متوقعة عما حدث في الكواليس.
حارس المنتخب الأول إبراهيم عالمة، والذي تعرض لانتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة، وحمله الجمهور السوري جزءاً كبيراً من الخسارتين الأخيرتين للمنتخب، خرج بتصريحات إذاعية أكد فيها وجود مخالفات في اتحاد كرة القدم، متحدثاً عن تهريب مواد لم يكشف عنها ضمن تجهيزات اللاعبين.
حارس المنتخب السوري كشف عن إدخال «كراتين» غير مسموح بدخولها إلى سوريا، دون أن يذكر ما تحويه هذه “الكراتين”، واعتبر أن لاعبي المنتخب تحولوا إلى «عتّالين».
تابعونا عبر فيسبوك
هذا التصريحات التي تكشف جزءاً من خفايا تحضيرات المنتخبات الوطنية، استدعت تدخلاً من اتحاد كرة القدم الذي دعا إبراهيم عالمة يوم الاثنين لمناقشة ما أدلى به من أحاديث، وأيضاً من جانب الاتحاد الرياضي العام الذي كشف أن لا نية لديه لمعاقبة إبراهيم عالمة.
الاتحاد الرياضي أصدر بياناً أكد فيه أن المسؤول المباشر عن هذا الموضوع هو اتحاد كرة القدم الذي تمثله اللجنة المؤقتة، التي قامت بدورها بدعوة الحارس عالمة يوم الإثنين القادم للاستفسار عن كل ما قيل، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من خالف الأنظمة والقوانين.
اتحاد كرة القدم والاتحاد الرياضي العام استنفرا من أجل «كرتونة»، وبقيا عاجزين تماماً أمام «الفضائح» الرياضية التي تحصل أمام عينهما، ليس فقط على صعيد النتائج، وإنما عبر المحسوبيات التي تنخر جسد البعثات الرياضية في المحافل الدولية، حتى أصبحت «بعثات سياحة وسفر» لا بعثات تملك مهمة وطنية يعوّل عليها الكثير من السوريين.
«الكراتين» العائدة إلى أحد اتحاد كرة القدم، سواء كانت مخالفة أم غير مخالفة، فهي تستدعي تحقيقاً عاجلاً وفورياً ومحاسبة المقصرين، كما يجب أيضاً تحسيب المقصرين على السهوات الإدارية الحاصلة في تلك البعثات، والعمل على محاسبة كل من ساهم في جعل البعثات الرياضية «سيران» لا أكثر.
في المقابل، إن ما جرى في الإمارات مؤخراً ليس بجديد على المنتخب، وحالة «التعتير» التي عاشها اللاعبون ليست أمراً طارئاً والأمثلة كثيرة في الرياضة السورية عن تلك المواقف، وهي وإن وجب فضحها وكشفها، فهي لا يجب أن تكون مبرراً للحالة الفنية السيئة لمعظم اللاعبين، والتي كان نتيجتها خروجاً مذلاً من التصفيات المونديالية، وإن كان لاعبو المنتخب يبحثون عن مبررات لأدائهم فليراجعوا كلام وائل عرقجي ويشاهدوا ما قدمه المنتخب اللبناني في كأس العرب لكرة السلة.
شاهد أيضاً: الاتحاد الرياضي العام في سوريا يوضح موقفه من تصريحات عالمة