صقور بكين تدقّ أجراس الإنذار.. ونهاية العولمة في البرّ الصيني!
يرى المحلل الأمريكي سكوت فريدمان أن العولمة كانت، ولا تزال، سمة محددة لعصرنا، وطوال عقود، ومع تحول الولايات المتحدة لاقتصاد الخدمات والمعلومات، امتلأت الأسواق الأمريكية بالسلع الصينية الرخيصة.
ومع انخفاض تكاليف الشحن وتضخم القدرة على التصنيع في الخارج، تخلى الأمريكيون عن فرص العمل في المصانع بالداخل، مقابل السلع الاستهلاكية المستوردة، وكان من المفترض أن يكون هذا هو النمط الطبيعي للأمور، حتى أصبح الأمر غير كذلك.
ويقول فريدمان المستشار السياسي السابق البارز للجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأمريكي: إن القلق الذي بدأ تتحدث عنه التقارير الاقتصادية هو «صقور الصين»، وتدق أجراس الإنذار بالنسبة لخطر الإنتاج الخارجي، أصبح محورياً نتيجة جائحة كورونا العالمية، التي أوضحت جلياً حقيقة أن تنافس القوى الكبرى أصبح الآن في الصدارة، ليس في السياسة فقط، بل التجارة أيضاً.
وأرغم هذا القلق مجالس الشركات، على أن تدرك أن هذا التنافس سيكون له دوره في الأسواق التجارية بطريقة غير مسبوقة.
تابعونا عبر فيسبوك
وقد تم جذب دعائم الاقتصاد الاستهلاكي إلى المعترك مع تأكيد القادة السياسيين الأمريكيين، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على الحاجة المتزايدة لـ«فصل» الاقتصاد الأمريكي عن اقتصاد الصين، وتمثل رأي الشارع، وفي كثير من العواصم بأنحاء العالم، في أن الولايات المتحدة تقود تجربة العشرين عاماً غير المترابطة، من خلال علاقات اقتصادية غير مقيدة.
ويتساءل فريدمان «ولكن ماذا لو بدأت نهاية العولمة في الصين بالفعل؟»، ويقول: إنه في ظل ارتفاع التضخم عالمياً، واستمرار معاناة الاقتصادات غير المستقرة من الجائحة، وهاوية ديموغرافية قادمة، يبدو من المعقول أن تتخذ الحكومة الصينية خطوات لدعم اقتصادها المحلي بتشييد جدران حوله.
وفي الحقيقة، نرى بالفعل دلائل على ذلك في قطاعات معينة، وفي الوقت الحالي يدرك العالم ما يقوم به الحزب الشيوعي من دعوة الشركات إلى الصين، من خلال وعد بتوفير فرص واسعة النطاق في الأسواق، وذلك فقط من أجل الدفع باتجاه إقامة مشروعات مشتركة، ثم يقوم فجأة بوضع سقف لحصة الشركات الأجنبية، بينما يؤازر المنتجين والمصنعين المحليين الذين لا يخدمون فقط احتياجاتهم المحلية، ولكن أيضاً يصدرون ويتنافسون عالمياً.
ومع اهتمام الصين بالداخل، قد يخلص قادتها إلى إدراك أن الاقتصاد العالمي قد لا يتناسب مع أهدافهم، فسياسات مثل الدورة المزدوجة: التي تعجل الاستقلال المحلي بالتركيز على الاكتفاء الذاتي أولاً، على أن تأتي الصادرات في المرتبة الثانية، توفر فرصة نحو ما قد يبدو عليه أي إنهاء تدريجي للتجارة العالمية كما نعرفها، وحتى على الرغم من أنه ليس من المرجح أن تنتهي الحمائية الجارفة بين عشية وضحاها، يمكن النظر إلى متطلبات الصين الجدية بالنسبة للقطاع الطبي، لإدراك كيف يمكن أن يكون مسار هذا الفصل البطيء الحركة.
وخلال العام الماضي، طلبت السلطات المحلية في الصين من الشركات الطبية الصينية الشراء من الإمدادات المحلية وقصر إنتاج مكونات المعدات الطبية ذات الاستخدام النهائي على الشركات الصينية المحلية، ويعتبر هذا تغييراً بالغ الأهمية بالنسبة لسوق تهيمن عليها شركات التكنولوجيا الغربية، ويعتقد أنها من أكثر القطاعات ربحية في الاقتصاد العالمي، مع تزايد شيخوخة المجتمع.
وإذا ما تم فرض هذه القواعد سوف تكون الشركات الأجنبية في المؤخرة بالنسبة لطابور من يريد الاستيراد من الصين، بينما يتم استبعادها أيضاً من المشاركة الفعالة في السوق الصينية.
ويتعين على الولايات المتحدة والدول التي على شاكلتها في أنحاء العالم مراعاة حقيقة أفول العولمة، ومع ذلك يتعين أن يتوافقوا مع الرأي القائل بأن الصين قد تكون فعلاً المحفز الرئيسي لذلك.
شاهد أيضاً : خطة أمريكية تدفع أوروبا للإستعانة بالتنين الصيني!