مساع لعرقلة التقارب السوري-التركي على الطريقة الأمريكية
يبدو أن الرفض الأمريكي للتقارب السوري-التركي، بدأ يُترجم فعلياً على الأرض، من خلال تحركات “المعارضات” التي تدعمها واشنطن، لعرقلة مسار التطبيع.
حيث أعلنت “مسد” الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، عن لقائها بقيادة “التحالف السوري الوطني” الذي يتّخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرّاً له، في القامشلي، تمهيداً لإعلان ائتلاف سياسي معه، كأولى الخطوات لنسج تحالفات سياسية مماثلة مع قوى المعارضة.
واعتبر المجتمعون في البيان الختامي الصادر عنهم أن التقارب السوري-التركي «يحمل مخاطر أمنية، ومن شأنه عرقلة حلّ الأزمة السورية».
تابعونا عبر الفيسبوك
وتتقاطع المنطلقات التي يتبناها “التحالف الوطني”، مع مشروع «مسد» في المنطقة، حيث دعا في بيانه التأسيسي إلى «الحفاظ على المكوّنات والحقوق عبر حكم فيدرالي لا مركزي».
وعلى صعيد موازٍ، ذكرت مصادر إعلامية، أن واشنطن تتطلّع إلى إعادة إحياء مسار التفاوض بين الأتراك والقيادات الكردية في سوريا، ليكون موازياً ومُعاكساً لمسار التقارب السوري – التركي.
ويبدو أن واشنطن بدأت بالفعل العمل على تنشيط تلك المفاوضات، حيث جرى تداول أنباء عن وصول شخصيات دبلوماسية أمريكية إلى العاصمة التركية، للوقوف على مدى استعداد أنقرة للمضيّ في هكذا حوار. وفق ما ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانبة.
وأكدّت الصحيقة نقلاً عن مصادر كردية وجود «مبادرة أمريكية جديدة للتمهيد لحوار بين الأتراك وقسد، في محاولة لايجاد مشتركات رئيسة بين الطرفين، تؤسّس لمصالحة بينهما برعايتها».
وتشير هذه المصادر إلى أن الجهود الأمريكية تهدف إلى «إبعاد الأتراك عن التوجّهات الروسية في سوريا»، معتبرة أن «قيادة قسد ستكون منفتحة حتماً على هذه المبادرة، كونها صرحت سابقاً أنها تريد أفضل العلاقات مع الجارة تركيا، على قاعدة الاحترام المتبادل، وإزالة كلّ أسباب العدائية غير المبرّرة من الأتراك تجاهها»، مستدرِكة بأن «الكُرة هي بالدرجة الأولى هي في ملعب الأتراك، لإفشال أو إنجاح هذه الجهود».
وأعلنت واشنطن، في وقت سابق، رفضها لمساعي عملية التطبيع بين سوريا وتركيا، داعية “دول العالم قاطبة” إلى عدم التطبيع مع الدولة السورية.
وتخشى واشنطن من أن يؤثر التقارب السوري-التركي على مصالها في المنطقة، وتحجيم نفوذها، لصالح النفوذ الروسي.
شاهد أيضاً فورد يفّجر “مفاجأة” عن سبب رفض واشنطن للتقارب السوري-التركي