“المسيرات”.. هل باتت العامل الحاسم في الحرب الأوكرانية ؟!
خلقت الحرب الأوكرانية تحدياً جديداً أمام جيوش العالم، حيث تصدرت المسيرات الهجومية واجهة الحرب، وباتت حرب السماء هي المعادلة الأكثر تأثيراً في مجريات الحرب.
وحول دور المسيرات في الحرب الأوكرانية لتكون رقماً صعباً في ديناميات القوة والصراعات الإقليمية والدولية، ما يطرح بالأساس حاجة الجيوش الحديثة إلى التكيف معها سواء لاستخدامها أو لصدها.
الآلات الصغيرة تجوب السماء وتطلق العنان لعصر جديد لإدارة النزاعات في تحول عميق لطبيعة الحرب التقليدية، التي لطالما اعتمدت الأسلحة الثقيلة في تحقيق الغلبة العسكرية.
تغيرت المعادلة، ومعها تغير مفهوم التفوق الذي كان يعتمد سابقاً على عامل حجم العتاد العسكري، لتصبح التكنولوجيا العامل المهيمن في تغيير دفة الموازين، وهذا ما أظهره الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة في الحرب الأوكرانية.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي الواقع، لم يبدأ ظهور الدرونز بسماء النزاعات مع الحرب الأوكرانية المندلعة منذ شباط العام الماضي، لكنها شكلت ركيزة أساسية على مدى العقدين الماضيين، وفق تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية.
وفي كل مراحل القتال تقريباً، دخلت الطائرات بدون طيار على خط المعارك في أوكرانيا، فصنعت تطورات ميدانية متسارعة واختزلت سياسات دفاعية أو هجومية قائمة على التكنولوجيا بدل العتاد الثقيل.
ففي نهاية كانون الأول الماضي، سلط خبراء عسكريون الضوء على الهجمات الأوكرانية ضد روسيا، وخلصوا إلى أن كييف تعمل بكثافة على طوير درونز قتالية ذات مدى أطول، لاستهداف العمق الروسي.
قراءات لم تتأخر حينها الشركة المصنعة للأسلحة الأوكرانية في تأكيدها بالقول إنها “تقترب من إنهاء عملها على مسيرة جديدة ذات مدى طويل”.
ولم تكتف أوكرانيا بذلك، بل وكما ركزت جهودها على التطوير، لم تغفل جانب التدريب للدفاع، وأطلقت حملة واسعة لجمع طائرات الدرونز، حتى الخاصة بالتصوير، من أجل تفخيخها.
وبالفعل، فإن تتبع الخط البياني للمعارك شرقي أوروبا، سيدرك أن لتلك الآلات المستخدمة لأغراض عسكرية، دور كبير في توجيه دفة المعارك وإعادة رسم التوازنات على الأرض، وهذا ما فسره خبير عسكري أوكراني، بالقول: إن سلاحاً واحداً قد يصبح رمزاً لعصر كامل في التاريخ العسكري.
وفي الواقع، فإن أسبابا كثيرة تجعل من الدرونز نجمة حروب المستقبل بلا منازع، فهي آلات صغيرة بدورة حياة قصيرة، ما يعني أنه يسهل التضحية بها، كما أن كلفتها باتت في المتناول ولا تشكل عبئاً على الموازنات العسكرية للجيوش.
حين بدأت المعارك في العاصمة الأوكرانية بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، بدا أن الأمور تتجه نحو حسم مؤكد لصالح القوات الروسية، لكن اللافت أن تكتيك روسيا تغير فجأة وتخلت عن المدينة التي كانت السيطرة عليها ستعني نهاية النزاع.
وحينها، تساءل كثر عن السبب، وهو ما أوضحه خبراء عسكريون ممن قالوا: إن القوات الأوكرانية ضربت الجنود الروس بمسيرات تركية من طراز بيرقدار.
واستخدمت كييف المسيرات على نطاق واسع لتحديد وتتبّع تحركات العدو وتوجيه نيران المدفعية، علاوة على المسيّرات “الانتحـ.ـارية”، وهي نوع من الدرونز المفخخ الذي ينفجر عند الاصطدام.
شاهد أيضاً : الرئيس التونسي يعتبر الهجرة إلى بلاده مؤامرة