سوريا والعرب.. أول الغيث زلزال !
«صفيحة الأناضول» تهز العروش فوق «الصفيحة العربية»، انزياح عربي متوسط الشدة اتجاه دمشق، بمقدار 6 درجات على مقياس «أبو ظبي».
9 زعماء عرب اتصلوا بالأسد 4 وزراء خارجية عرب زاروا دمشق، ووفد برلماني عالي المستوى ضم 7 دول عربية.
لأول مرة منذ 12 سنة.. طائرات مساعدات عربية حطت في المطارات السورية، شاحنات عبرت الحدود، وسفن رست في الموانئ حتى السعودية أرسلت طائرات.. وأرسلت أيضاً إشارات!
10 سنوات من الخصام ينهيها زلزال.. أو هكذا تهيأ لنا، فهل كانت الحكومات العربية بحاجة إلى «زلزال» لتجاوز خطوط أمريكا الحمراء؟
وإذا تم تجاوز الإجابة عن هذا السؤال، وعرفنا أن الانفتاح العربي على دمشق يرتقي من الإنساني إلى السياسي، يبقى السؤال الأهم: هل يصلح الانفتاح ما أفسده الخصام؟ وهل تتعافى سوريا على يد «ألد الأشقاء»؟!.
تابعونا عبر الفيسيوك
سوريا والعرب.. أول الغيث زلزال!
قبل وقوع الزلزال كان أكثر من نصف الدول العربية لديها نوع من التمثيل الدبلوماسي في دمشق، أو هي على اتصال بها.
وكان هناك رحلات جوية مباشرة بين سوريا و7 دول عربية، ومنذ أشهر صار الحديث عن عودة سوريا إلى العمق العربي يُكتب بالبنط العريض.
ومع استثناء التصلّب القطري والإغماء المغربي، صارت عودة سوريا مسألة وقت، بانتظار انتهاء التردد السعودي.. ويبدو أن الزلزال المدمّر يسرّع إنهاء هذا التردد.
وزير خارجية السعودية أعلن عن «إجماع عربي» على أن الوضع الراهن في سوريا غير قابل للاستمرار، وعن وجوب الحوار مع دمشق!.
إذا كان المهتمون بالسياسة ينظرون إلى الانفتاح العربي على دمشق وفق منظور سياسي، فإن ما يشغل الشارع السوري هو «الارتدادات الاقتصادية» المحتملة لهذا الانفتاح، وسط تدهور الوضع الاقتصادي إلى مستويات مقلقة.
تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية تبعه عقوبات كان أهمها وضع قيود على الاستثمار والتعامل مع «مصرف سورية المركزي».. وعودة سوريا إلى الجامعة يعني إنهاء هذه الإجراءات واستعداد أكبر من الدول العربية لدعمها اقتصادياً والاستثمار فيها.
يقول محللون إن أهم بنود الحضور الاقتصادي العربي يجب أن يكون دعم سعر صرف الليرة السورية عبر تقديم مساعدات مالية بالقطع الأجنبي، إما على هيئة ودائع توضع لدى «مصرف سورية المركزي» كما حصل مع لبنان قبل عدة سنوات، وإما على شكل تسهيلات ائتمانية، كما فعلت إيران في فترة سابقة.
أما البند الثاني، فيجب أن يتمثل بزيادة معدلات التبادل التجاري بين سوريا والدول العربية، بحيث تؤمن دمشق احتياجاتها من السلع والمواد الأساسية، وتتجنّب التكاليف المرتفعة التي تسبّبها العقوبات الغربية.
ولكن إلى أي حدّ تستطيع الدول العربية الانفتاح الاقتصادي على سوريا بقدر انفتاحها السياسي؟ هل تستطيع تجاوز المحظورات الأمريكية أو إقناع واشنطن بتخفيفها؟ أم إن ذلك لم يعد مهماً؟!.
وأخيراً.. هل تحل على سوريا حكمة «أبو العتاهية» في قصيدته المؤلفة من بيت واحد، ومفادها: «ستمضي مع الأيام كل مصيبةٍ.. وتُحدِث أحداثاً تُنسي المصائبَ».
شاهد أيضاً: واشنطن تضيّق المساعدات على سوريا