هل خسرت قطر «الصيدة» في سوريا ؟!
خسرت رهانها العسكري في سوريا أولاً، ثم سحبت السعودية البساط من تحت أقدامها في الملف السوري ثانياً، فانكفأت عن شاشة الأحداث لسنوات، حتى انطلقت موجة تطبيع عربية وإقليمية مع حكومة دمشق، وحين شارفت لعبة كسر القيود على نهايتها.. عادت تصرخ من جديد لتقول: «أنا هنا»!.
بينما تستعد الرياض لفتح صفحة جديدة مع دمشق، يكرر المسؤولون القطريون التصريح نفسه القائل: «إن أسباب القطيعة مع دمشق لا تزال قائمة».
وفي الأشهر القليلة الماضية رفعت الدوحة نبرة الهجوم، وعادت تردد تصريحات كانت تستخدمها في ذروة الحرب.. جملٌ عفى عليها الزمن!.
أكثر من ذلك.. قبل أيام، وبالتزامن مع ذكرى اندلاع الأحداث في سوريا، جمعت الدوحة ثلّة من شخصيات المعارضة السورية المحسوبة على «الائتلاف» في السفارة التي فتحتها لهم منذ 10 سنوات.. ظهور استعراضي بحضور وزيرين قطريين.. لتقول الدوحة مجدداً: «أنا هنا».
لكن بعد يومين من هذا الاستعراض.. خرجت وزارة الخارجية القطرية ببيان لافت.. أعلنت فيه دعمها للمبادرة الأردنية، التي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن موقف الإمارة من الأزمة السورية يعتمد على «الإجماع العربي» اتجاه دمشق!.
يعتبر البيان القطري هذا أول خطوة تراجعية للدوحة، حيث تقول باختصار إنه إذا حدث «إجماع عربي» حول سوريا، فنحن لن نكون خارج هذا الإجماع!.
تابعنا عبر فيسبوك
طبعاً لم يبقَ سوى السعودية لتكتمل رواية «الإجماع العربي»، وهي في طريقها نحو دمشق.. الترتيبات على قدمٍ وساق.
بالنسبة لموقف الكويت والمغرب فهو تحصيل حاصل ومرتبط بالموقف السعودي.. تماماً كقطر التي تريد أن تكون آخر من يتقرب من دمشق، لكي تحفظ ماء وجهها، بعد أن حاربت عواصم عربية لسنوات تحت عنوان «الربيع العربي».. فتقول: «لم يكن بالإمكان إلا ما كان»!.
لكن ماذا عن موقف دمشق من قطر؟
مع اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، وقبل أن يحزم السفير القطري أمتعته ويغادر دمشق، صُدم الرئيس السوري برسالة من أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، يطالبه فيها بتشكيل جسم سياسي انتقالي يشارك فيه «الإخوان المسلمون» بنسبة لا بأس بها.. لكن الأسد رفض ذلك.
إذا كانت دمشق اليوم تقول بكل صلابة لتركيا التي تسيطر على شمال سوريا: بأنه «لا تطبيع قبل الانسحاب».
فماذا ستكون إجابتها لقطر التي فقدت كل أوراق القوة في هذه الحرب؟!