“باخموت” في القبضة الروسية.. أوكرانيا تعترف “لم يتبقّ منها شيء” !
بعد معارك دامت لقرابة 15 شهراً، والتي وصفت بأنها “الأكثر دموية”، أعلنت قوات “فاغنر” الروسية سيطرتها على المدينة العنيدة “باخموت” على الحدود مع أوكرانيا.
وقادت قوات “فاغنر” الروسية الخاصة الهجوم على المدينة التي لحق بها دمار شديد، فيما قال قائد قوات “فاغنر” يفغيني بريغوغن في وقت سابق، إن “قواته طردت الأوكرانيين أخيراً من آخر منطقة مأهولة داخل المدينة”.
ويمثل السيطرة على “باخموت” التي تشير إليها روسيا باسم “أرتيوموفسك” أول انتصار كبير لموسكو في الصراع منذ أكثر من عشرة أشهر، بحسب ما قاله مراقبون.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: “نتيجة للأعمال الهجومية لوحدات فاغنر المدعومة بالمدفعية والطيران … تم استكمال تحرير أرتيوموفسك”.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ القوات على السيطرة على باخموت.
تابعونا عبر فيسبوك
وجاء في بيان الكرملين: “هنأ الرئيس فلاديمير بوتين وحدات “فاغنر” وجميع أفراد القوات الروسية، الذين قدموا الدعم والغطاء اللازمين لقوات “فاغنر” خلال تحرير أرتيوموفسك”.
وأضاف الكرملين أن الرئيس بوتين أصدر توجيهاته برفع أسماء أبطال العملية المتميزين لتقليدهم أوسمة الشرف التي استحقوها.
بدوره اعترف الرئيس الأوكراني بسقوط المدينة بشكل غير مباشر، قائلاً: “باخموت المدينة لم يتبقّ منها شيء”، في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم زيلينسكي، إن “الرئيس لم يقصد في تصريحاته القول بأن باخموت قد سقطت بأيدي القوات الروسية”.
جاءت التطورات الأخيرة مع وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى اليابان يوم السبت، لإجراء محادثات مع قادة “أقوى الديمقراطيات” في العالم بهدف تعزيز الدعم للدفاع الأوكراني.
وقالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، إن تعزيز الدعم الدولي يعد أولوية رئيسية حيث تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد كبير ضد القوات الروسية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية يوم السبت، إن “موسكو تركز على ما يبدو على المعركة حول باخموت حيث احتدم القتال منذ أكثر من ثمانية أشهر”، مضيفة: “في الأيام الأربعة الماضية، أعادت روسيا على الأرجح انتشار ما يصل إلى عدة كتائب لتعزيز قطاع باخموت”.
وأضافت الوزارة: “يأتي هذا بعد المكاسب التكتيكية الأوكرانية على جوانب مدينة دونيتسك أوبلاست المتنازع عليها حتى منتصف أيار الجاري، وأظهرت شكوكاً علنية بشأن التزام قوات فاغنر بمواصلة القتال في هذا القطاع”. وأضافت أن “إعادة الانتشار تمثل التزاماً ملحوظاً من جانب القيادة الروسية”.
وقالت الوزارة البريطانية: “من المرجح أن تستمر القيادة الروسية في النظر إلى القبض على باخموت، باعتباره الهدف الرئيسي الفوري للحرب والذي سيسمح لها بادعاء درجة معينة من النجاح في الصراع”.
وباتت مدينة باخموت بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم القوات الروسية في عمق مقاطعة دونيتسك، خاصة نحو المدن التي تخضع لسيطرة أوكرانيا.
وتستميت أوكرانيا للدفاع عن المدينة التي تمثل حصناً منيعاً للدفاع عن باقي مقاطعة دونيتسك، ومنها تشن كييف ضربات نحو مواقع القوات الروسية في الأجزاء الخاضعة لسيطرتها.
وتعد باخموت مركزاً صناعياً مهماً كونها أحد أكبر مراكز صناعة الآلات الثقيلة في المنطقة، كما أن موقعها الجغرافي هام جداً حيث يمر خلالها خط سكك حديدية يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال.
وفضلاً عن كونها قلعة صناعية، هي مركز زراعي هام حيث تنتشر حول المدينة حقول الحبوب ودوار الشمس وغيرها.
شاهد أيضاً : اتفاق طرفي الصراع في السودان على هدنة إنسانية