“رجل الظل وكاتم الأسرار”.. ماذا يعني لسوريا تعيين هاكان فيدان وزيراً للخارجية ؟

في مفاجأة متعلقة بسياسة تركيا الخارجية عيّن الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الاستخبارات هاكان فيدان رجل الظل فى البلاد، وزيراً للخارجية بدلاً من مولود جاويش أوغلو الذي كان فى استقبال ضيوف حفل التنصيب أمس.

برز اسم فيدان عقب محاولة الانقلاب عام 2016، حيث نُظر له على أنه صاحب الدور الأبرز في إنقاذ أنقرة من الغرق في دوامة الانقلاب العسكري، ووصفه أردوغان حينها بأنه “كاتم أسراره”، ويلقبه الأتراك بـ”ثعلب المخابرات”.

كما ظهر اسم فيدان على وسائل الإعلام بشكل قوي في السنوات الاخيرة، عندما قاد عمليات التفاوض السرية مع سوريا، فهو زار دمشق عام 2022 والتقى نظيره السوري علي مملوك، وكان ذلك أول لقاء رسمي بين أنقرة ودمشق منذ بداية الأزمة السورية.

تابعنا عبر فيسبوك

ينظر مراقبون لتعيين فيدان على أن سياسة تركيا الخارجية في الفترة المقبلة، ستكون قائمة على مفاوضات سياسية أكثر منها عسكرية، خصوصاً أنها المرة الأولى في تاريخ تركيا السياسي يتم تعيين رئيس الاستخبارات وزيراً للخارجية.

ومن المتوقع أن يستكمل فيدان عمليات التفاوض التركية مع الدول العربية، فهو يعرف جيداً بخبرته الاستخبارية الأسس التي تحكم الشرق الأوسط، وسيكون له نشاط سياسي خارجي في كل الملفات العالقة، وعلى رأسها الملف السوري.

قد يكون تعيين فيدان موجهاً نحو سوريا في المقدمة بالنظر إلى قائمة الأولويات لدى حكومة أردوغان المشكلة حديثاً، فأزمة اللاجئين السوريين و منطقة شرق الفرات، كلها ملفات مرتبطة بطريق التفاوض مع دمشق.

في المقابل قد ترى دمشق “فيدان” الأنسب كمفاوض لها، فهو تحول من المفاوض الاستخباري السري إلى المفاوض السياسي العلني، لذلك ستكون المطالب السورية في الشمال حاضرة في ذهن السياسي التركي حتى قبل اللقاء به.

ويمكن أن تحسب الخطوات التي قامت بها تركيا قبل أيام من تسليم لأشخاص مطلوبين للحكومة السورية أولى الإشارت إلى نهج جديد في العلاقة بين دمشق وأنقرة، نهج يهتم بالتفاصيل وصولاً إلى حل الأزمات العالقة الأكبر.

وعلى ذلك، فإن طريق دمشق المعروف بالنسبة لـ “فيدان” سيكون جاهزاً للقيام بزيارة علنية، لتطبيق المعلومات النظرية بصورة فعلية لأول مرة، في سبيل سياسة خارجية أكثر فعالية ونجاعة مما سبق.

شاهد أيضاً: لقاءات ومحادثات سرية.. هل يتم الاتفاق الإيراني الأمريكي ؟!