قمم وتحالفات.. هل بدأ التحضير لـ”ناتو آسيوي” على غرار الأطلسي ؟!
استهدف الناتو منذ نشأته مواجهة “التهديد السوفياتي” إلى أن انهار الأخير عام 1991، ومن ثم أصبحت روسيا هي الطرف المستهدف بالأساس من وجود واستمرار الحلف.
في ختام مؤتمر قمة الناتو في حزيران الماضي، أكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أن “طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل يشكلان تحدياً لأسس النظام الدولي، وأن هذا يمثل بُعداً وتحدياً جدياً لحلف الناتو”. ولم يتأخر رد بكين، إذ سارعت باتهام الحلف الأطلسي بـ “انتهاج عقلية الحرب الباردة وسياسة التكتل”.
ويربط مراقبون كثر الخطوات الأمريكية الأخيرة المتمثلة في إعلان التحالف الثلاثي مع بريطانيا وأستراليا “أوكوس” وما ارتبط بها من صفقة غواصات ضخمة، ثم عقد القمة الرباعية “كواد” في البيت الأبيض بحضور قادة اليابان والهند وأستراليا، برغبتها في إيجاد جبهة عريضة موحدة لمواجهة التهديدات الصينية المتزايدة والمتسارعة.
وتتخذ اليوم، الجهود الأمريكية لتشكيل تحالف رسمي جديد من الديمقراطيات الكبرى المطلة على المحيطين الهادي والهندي لمواجهة الصين، خطوة إلى الأمام في البيت الأبيض، حيث اجتمع الجمعة رؤساء الدول الرباعية، في أول قمة يشاركون فيها بأنفسهم، عقب قمة مماثلة جمعتهم افتراضياً قبل 6 أشهر.
تابعونا عبر فيسبوك
واعتبر المراقبون أن هناك ما يربط توقيت إنشاء المبادرة الأمنية الثلاثية وعقد القمة الرباعية، إذ إن واشنطن وحلفاءها يدركون خطورة تحركات الصين المستمرة في أنحاء آسيا، وهو ما يعتبرونه مزعزعاً للأمن في المنطقة.
وأشار المراقبون أن “المخاوف المشتركة بشأن فقدان الحرية والسيادة، في منطقة بحر جنوب الصين، تجبر الدول ذات التفكير المماثل على التكاتف”. مضيفين أن فكرة “الحوار الأمني الرباعي” جاءت من رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي، ورغبته في إنشاء تحالف يوازن العلاقات مع قوة الصين الصاعدة.
وترددت أستراليا والهند في البداية، وحذرتا من فكرة استعداء بكين، إلا أن صيغة الحلف الرباعي أصبحت مناسبة لمواجهة السياسات العدائية للصين، بعد تدهور علاقات الدولتين معها خلال السنوات الأخيرة.
وأصدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بداية أذار الماضي وثيقة “التوجيه الاستراتيجي المؤقت لاستراتيجية الأمن القومي” التي تتضمن توجهات الإدارة الجديدة لوكالات الأمن القومي حتى تتمكن من العمل على مواجهة التحديات العالمية، وجاء ذكر الصين 15 مرة في الوثيقة التي لم تتعد 20 صفحة من الحجم الصغير.
وأشارت الوثيقة إلى ضرورة تأهب الولايات المتحدة لمخاطر الصين، بالقول “يجب علينا أيضاً أن نتأهب لحقيقة أن توزيع السلطة في جميع أنحاء العالم يتغير، مما يخلق تهديدات جديدة”.
وذكرت أن الصين على وجه الخصوص أصبحت وبسرعة أكثر حزماً وتصميماً، وهي المنافس الوحيد القادر على الجمع بين القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية، وتحدي النظام الدولي المنفتح والمستقر.
من جهتها بكين بالانزعاج حذرت من أن محاولات واشنطن لحشد العالم ضد بلادها، وتخاطر بإشعال “حرب باردة جديدة”.
وحذر وزير الدفاع الصيني لي شانغفو اليوم، من إقامة تحالفات عسكرية “شبيهة بحلف شمال الأطلسي” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلاً إنها ستغرق المنطقة في “زوبعة” من الصراعات.
شاهد أيضاً : زيلينيسكي يكشف موعد هجوم كييف المضاد !