مليون يورو جائزة لمن يقتل عربياً أو إفريقياً في فرنسا ؟!
أطلق “جان مسيّحة”، وهو الناطق السابق باسم المرشح الرئاسي المتطرف الشعبوي إريك زمور بعد ساعاتٍ قليلة من إقدام الشرطي الفرنسي “فلوريون أم” على قتل الشاب نائل المرزوقي عمداً ومن مسافة 30 سنتمتراً، حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا لجمع تبرعات لدعم الشرطي القاتل.
وهدف مسيّحة من هذه الحملة، كان جمع 50 ألف يورو، لكن المفاجأة أنّ الفرنسيين فتحوا حساباتهم بكرمٍ غير مسبوق، فتجاوز عدد المتبرعين الـ35 ألفاً والحصيلة المؤقتة حتى ظهر الاثنين 3 تموز، تجاوزت المليون يورو.
لم يكن جان مسيّحة، وهو مصري اسمه العربي حسام بطرس مسيّحة، حصل على الجنسية الفرنسية عام 1990، بحاجةٍ إلى التسويق كثيراً لإقناع الفرنسيين بدعم الشرطي القاتل، فالمسألة بديهية بالنسبة لرأي عام فرنسي، يرى القسم الأكبر منه أنّ الشرطي “قام بواجبه”، يكفي أن تتابع وتسمع وجهة نظر الفرنسيين لما يجري في الضواحي وللأسباب التي دفعت أبناء هذه الأحياء الفقيرة للاحتجاج والقيام بأعمالِ الشغب طيلة 6 أيام لتستنتج هذه الحقيقة.
تابعونا عبر فيسبوك
وللفرنسيين البيض (ليس الجميع بل الأغلبية) وجهة نظر تستند إلى عنصرية صافية، تعتبر سكان الضواحي مجموعات غوغائية غير متحضرة تستمتع بأعمال العنف، “لا تتمتع بنفس المستوى الحضاري مثلنا”.
كما أنّ الحكومة الفرنسية والرئيس إيمانويل ماكرون، يقومان بدورٍ مُحوري في حماية العنصرية ولا سيما في مؤسسات الشرطة المتهمة من قبل الأمم المتحدة بعنصريتها الموصوفة.
وماكرون ووزير داخليته جيارلد درمانان، يرفضان أيّ إشارة إلى عنصرية الشرطة أو عنفها، فالرئيس الفرنسي تخلّى عن وزير داخليته السابق، كريستوف كاستانير بمجرّد دعوة هذا الأخير لإصلاح الشرطة الفرنسية على ضوء العنف المفرط الذي استخدم في مواجهة أصحاب السترات الصفر عامي 2018 و2019.
كذلك دور وسائل الإعلام الفرنسية ربما هو الأسوأ في نشر ثقافة العنصرية، ويكفي أن نتابع الحوارات التي جرت خلال الأيام الأخيرة، كان المشهد عبارة عن مسرحية مؤلمة لمهنة الصحافة، انحازت وسائل الإعلام الفرنسية المرئية تحديداً ضد أهالي الضواحي، استضافت ضيوفاً ينتمون بشكلٍ شبه حصري إلى اليمين واليمين المتطرف ومناصري الرئيس.
فرنسا العميقة، فرنسا البيضاء، لم تعترف يوماً أنّ أبناء الأحياء الفقيرة من ذوي الأصول العربية والأفريقية، هم فرنسيون على قدمٍ وساق كباقي الفرنسيين، وهي ليست جاهزة حتى اليوم للاعتراف بذلك، يبقى هؤلاء من وجهة نظر أغلبية الفرنسيين، غرباء مهاجرين، يُفضل أن يعودوا إلى بلدانهم.
شاهد أيضاً: “بعوض أمريكي” قاتل يثير الرعب في روسيا ؟!