تبادل الاتهامات وسط المناورات.. صراع أمريكي روسي في سوريا ؟!
تتسارع وتيرة “الاستفزازات العسكرية” على الأراضي السورية بين الجانبين الروسي والأمريكي، وسط مناورات متزامنة بين الطرفين.
روسيا كانت وجهت اتهامات للقوات الأمريكية بـ”تزويد الجماعات المسلحة في منطقة التنف، بصواريخ مجهزة بمواد سامة لتنفيذ اعتداءات، واتهام الحكومة السورية بالأمر”، بحسب الاستخبارات الروسية.
وبدأت ملامح التصعيد تظهر مع اتهام الولايات المتحدة، روسيا، بـ”اختراق المجال الجوي لقاعدة التنف لأكثر من 25 مرة في شهر آذار الفائت، وهو ما استدرج سلسلة من الاتهامات المتبادلة بخرق اتفاق منع التصعيد في سوريا.
ووصل التوتر إلى أوجّه، مساء أول من أمس، بإعلان قائد القوات الجوية الأمريكية، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، في بيان، أن “ثلاث طائرات مقاتلة روسية بدأت مضايقة ثلاث طائرات مسيّرة أمريكية من طراز أم كيو-9، عندما كانت تنفّذ مهمةً ضدّ أهداف لتنظيم الدولة”.
وأضاف البيان إن “الطائرات الروسية أطلقت طلقات مضيئة أمام المسيّرات التي أُجبرت على اللجوء إلى المراوغة، كما شغّل أحد الطيارين الروس الحارق الخلفي لطائرته أمام إحدى المسيّرات، ما تسبّب بالحدّ من قدرة مشغلها على الطيران بأمان”.
تابعونا عبر فيسبوك
ورأى غيرينكويتش أن “هذه الحوادث تعطي مثالاً آخر عن التصرفات غير المهنية وغير الآمنة التي تهدّد سلامة القوات الأمريكية والروسية معاً”، داعياً روسيا إلى “وقف هذا السلوك المتهوّر”.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن “المسيّرات الأمريكية انتهكت منطقة التدريبات الروسية السورية المشتركة خمس مرات”، مشيرةً إلى “تسجيل 12 انتهاكاً لمنطقة التدريبات من قبل مسيّرات التحالف الدولي”.
وسبق البيان الروسي، بيانٌ آخر، قبل يوم واحد، أفادت فيه الدفاع الروسية بأنها “صدت خلال 24 ساعة، تحليق طائرات مسيّرة للتحالف الدولي في الأجواء السورية، 14 مرة، منها سبع في حلب، دون تنسيق مع القوات الروسية”.
وكانت القوات الروسية قد أعلنت بدء تدريبات مشتركة مع الجيش السوري على الأراضي السورية، لمدة 6 أيام، بدءاً من يوم الثلاثاء الفائت. ونقلت وكالة “نوفوستي” عن رئيس “مركز المصالحة الروسي في سوريا”، أوليغ غرينوف، أن “التدريبات ستشمل المسائل المتعلّقة بالتحركات المشتركة للطيران ووسائل الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، بغرض صدّ الهجمات الجوية”.
والظاهر أن التدريبات الروسية جاءت رداً على مناورات أجراها الجيش الأمريكي لعدّة أيام، في قواعده في حقلَي العمر وكونيكو في ريف دير الزور، والشدادي في ريف الحسكة، بالإضافة إلى التنف على مثلّث الحدود مع الأردن والعراق.
ووفق مصادر ميدانية، فإن “الجماعات المسلحة والتحالف أكملا مناورات تدريبة مشتركة استمرت عدة أيام، امتدّت على طول منطقة الـ 55 كلم “.
بدوره، سارع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، في بيان، إلى “اتهام الولايات المتحدة بالتحضير لتنفيذ استفزازات عسكرية جنوب سوريا، واستخدام مواد كيميائية سامّة بهدف عرقلة التطبيع العربي مع دمشق، وتشويه سمعة القيادة السورية”.
ولفت البيان إلى أن «الجيش الأمريكي سلّم مقاتلي تنظيم الدولة المنتشرين قرب قاعدة التنف جنوب سوريا صواريخ مشحونة بموادّ سامة”، متحدثاً عن “تشكيل لجنة استخبارات أمريكية بريطانية مشتركة في قاعدة التنف، يرأسها نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، جيمس ميلوي، لتنفيذ مؤامرتهم، والقيام بحملة إعلامية قوية، هدفها الإظهار لدول العالم العربي أن استئناف الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد كان خطأ استراتيجياً”.
شاهد أيضاً : لقاء الأسد- أردوغان.. سوريا لتركيا هذا شرطنا ؟!