بعد قرار قطع المساعدات.. ماهي حلول الأردن للاجئين السوريين ؟!
في ظل تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية، يسعى الأردن إلى تأمين مساعدات عاجلة للاجئين السوريين على أراضيه، خاصة بعد القرار الأممي بـ”قطع الدعم عن المملكة بهذا الخصوص”.
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن “برنامج الأغذية العالمي بصدد قطع الدعم عن اللاجئين السوريين في المملكة بحلول 1 آب، وأن المملكة لا تستطيع تحمل “العبء” وحدها”.
وأكد أن “وكالات الأمم المتحدة الأخرى وبعض المانحين سيفعلون الشيء نفسه”، مضيفاً: “لن نكون قادرين على سد الفجوة، وسيعاني اللاجئون.. لا يمكننا تحمل هذا العبء وحدنا”.
وطرح البعض تساؤلات بشأن خطوة برنامج الأغذية العالمي وتأثيرها على اللاجئين السوريين في الأردن، والحلول التي يمكنها أن تتخذها المملكة لمواجهة هذه الأعباء.
وأكد محللون سياسيون محليون، أن “المملكة هي أكبر ثاني دولة في استضافة اللاجئين السوريين، حيث يبلغ أعداد المسجلين لدى الأمم المتحدة 670 ألف لاجئ، فيما يبلغ إجمالي الموجودين داخل المدن والقرى الأردنية مليون و300 ألف”.
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب وكالة “سبوتنيك”، فإن الدولة الأردنية منذ استقبالها الأول للاجئين “وجهت بضرورة إدماجهم بالمجتمع حتى موعد عودتهم الطوعية إلى بلادهم، حتى يكونوا مواطنين صالحين قادرين على العودة بشكل اعتيادي بعيداً عن الإرهاب والتطرف”.
وأوضح المحللون، أن “الاستحقاقات اليومية التي يحتاج إليها اللاجئون من إيواء وغذاء وصحة وتعليم ومياه وطاقة وبنى تحتية تمثل عبئاً كبيراً على الدولة الأردنية يتجاوز المليار دينار، في ظل ارتفاع المديونية وفاتورة الطاقة وندرة المياه، وهناك تكلفة حقيقية للخدمات اليومية التي تكلف خزينة الدولة”.
وأضاف المحللون، أن “الأردن اتخذ موقفاً واضحاً منذ بداية الأزمة السورية، أن يكون حيادياً تجاه اللاجئين والدولة السورية ويدعم الحل السياسي هناك، وهو ما ظهر في القمة العربية الأخيرة في المملكة العربية السعودية، من توافق عربي ومجتمعي في حل أزمة اللاجئين”.
ويعتقد المحللون أن “علاج أزمة اللجوء السوري بشكل عام تتركز فيما ناقشه وزير الخارجية في زيارته لدمشق، حول العودة الطوعية للاجئين السوريين، وهذا لن يتحقق إلا إذا حدث توافق بين الدولة السورية والأردنية بشكل كامل، يضمن ظروفاً ملائمة لهذه العودة”.
وفيما يتعلق بإعلان برنامج الأغذية قطع المساعدات عن اللاجئين السوريين في الأردن، قال المحللون: إن “المملكة لديها علاقات متميزة مع دول العالم التي تدعم اللاجئين السوريين، ويملك الخبرة الطويلة في توفير المساعدات اللازمة كما حدث مع وكالة الأونروا عندما منع تمويل الوكالة، واستطاع جذب الداعمين للوكالة”.
وأكد المحللون، أن “الأردن يمكنه توفير الاحتياجات اليومية للاجئين السوريين على أراضيه من هذه الدول والجهات الداعمة، عبر استغلال العلاقات السياسية والدبلوماسية القوية والمتميزة، وذلك حتى ضمان عودتهم بشكل طوعي لبلادهم”.
وبعث الأردن في الفترة الأخيرة، من خلال وزير الخارجية أيمن الصفدي رسائل إلى الدول التي تعهدت بتقديم المساعدات للاجئين السوريين بضرورة تحمل مسؤولياتهم لكن دون أي رد إيجابي يذكر، بحسب ما أفاده محللون.
وفيما يتعلق بالحلول المطروحة، فإن الأردن بدأ فعلياً في التنسيق مع الجانب السوري من أجل عودة اللاجئين السوريين بشكل تدريجي وآمن إلى بلدانهم، بحسب “سبوتنيك”.
وكان وزير الخارجية الأردني قد شدد في تغريدات على “تويتر”، يوم الخميس الماضي، على أن “توفير حياة كريمة للاجئين مسؤولية عالمية، وليست (مسؤولية) بلدنا وحده كبلد مضيف، ويجب أن تعمل الأمم المتحدة لتمكين العودة الطوعية (للاجئين السوريين إلى بلدهم)، وحتى ذلك الحين يجب أن تحافظ وكالاتها على الدعم الكافي”.
وأضاف الصفدي، “سوف نتشاور مع البلدان المضيفة الإقليمية لعقد اجتماع لتطوير استجابة مشتركة لانخفاض الدعم للاجئين السوريين، بما في ذلك من خلال برنامج الأغذية العالمي وغيرها، وتدابير التخفيف من تأثيره”.
وختم بالقول: “لا يمكن لعبء توفير حياة كريمة للاجئين أن يستمر في التحول نحونا وحدنا”.
شاهد أيضاً : دول تضغط على الأردم لمنع عودة اللاجئين !