كيف ستؤثر تصريحات أردوغان على مسار التطبيع بين سوريا وتركيا ؟!
في ظل الشرط الأساسي التي تضعه دمشق كشرط رئيسي لبدء عملية التفاوض حول تطبيع العلاقات، أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن نيته عدم الانسحاب من سوريا جدلاً واسعاً.
وأبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين، انفتاحه للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه أكد أن “خروج تركيا من شمالي سوريا غير ممكن في ظل محاربتها للإرهاب هناك”.
وطرح البعض تساؤلات بشأن التصريحات التركية وإمكانية أن تعرقل الجهود المبذولة لإعادة العلاقات والتطبيع ما بين دمشق وأنقرة، في ظل تمسك الرئيس السوري بعملية الانسحاب.
واعتبر محللون سياسيون، أن “تصريحات الرئيس أردوغان لا تحمل تغييراً جوهرياً في موقف تركيا، فمنذ بداية التفاوض وجلسات الحوار بين أنقرة ودمشق، والحديث ثابت عن عدم الانسحاب من سوريا، حتى خلال الانتخابات التركية وترويج المعارضة بالانسحاب وإعادة اللاجئين وتطبيع العلاقات”.
وأضاف المحللون، أنه خلال اللقاءات المتتابعة بين القيادات السورية والتركية والتي عقدت في موسكو، “أكدت دمشق أنها لن تقبل دعوة التطبيع قبل الانسحاب الكامل من أراضيها، فيما رفضت أنقرة هذه الأحاديث طالما أمنها لا يزال في خطر، وقوى الإرهـ.ـاب التي تعمل ضدها ما زالت تعمل”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال المحللون: إن “القضية ليست وليدة اليوم، وتصريحات أردوغان لم تقدم أي جديد، فيما لا بد من التركيز على تصريحات الرئيس بشار الأسد حول إمكانية التفاوض على التطبيع مقابل جدولة عملية الانسحاب التركي من سوريا، وبذلك يكون انتهى شرط الانسحاب الفوري من أجل التطبيع، ولم يعد شرطاً جوهرياً وأساسياً لإعادة العلاقات”.
ويرى المحللون، أن “دمشق بحاجة إلى الانفتاح على دول الجوار بعد إعادة العلاقات مع الدول العربية – والتي كانت شكلية سياسياً واقتصادياً- حيث تحتاج سوريا لأن تكون علاقاتها طبيعية مع أنقرة للتخلص من الدعم التركي للمعارضة السورية، وهو ما لم يمكن تحقيقه دون تحقق مصالح وشروط أنقرة”.
التساؤل المطروح الآن يدور حول إمكانية قبول سوريا بالشروط التركية لإعادة العلاقات، حيث تطرح أنقرة فكرة الاستقرار السياسي وأن يكون هناك انتخابات وحكومة جديدة وحل على أساس القرار الدولي رقم 2254، وكذلك إعادة 4 ملايين لاجئ إلى سوريا، وهو ما لا يمكن أن تتحمله هذه المدن المدمرة، أو الاقتصاد المنهار، وفق ما قاله محللون.
وأوضح المحللون، أن “أردوغان يطمع من هذه العودة في المسائل الاقتصادية، لا سيما فتح طرق التجارة بين بلاده والأردن ودول الخليج العربي عبر سوريا، وكذلك تدعي تركيا بأن أمنها القومي في خطر ومصدره حزب العمال الكردستاني وقوات قسد، وكلها أمور لا يمكن التنازل عنها وستصر عليها في أي جولة حوارات مقبلة”.
وفيما يتعلق بترحيب أردوغان بلقاء الأسد، قال المحللون: إن “لم يكن هناك خطوات جدية وآليات وخارطة طريق واضحة للانسحاب التركي من سوريا ومحاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين لن يكون هناك لقاء قريب”.
يذكر أن العاصمة الكازاخستانية استضافت، يومي 20 و21 حزيران الماضي، الجولة العشرين من محادثات “أستانا” بشأن التسوية السورية، بمشاركة ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية والمعارضة، وكذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غير بيدرسن، كما تضمن جدول الأعمال مناقشة قضايا مكافحة الإرهاب والوضع الإنساني ومشكلة عودة اللاجئين.
يذكر أن الرئيس السوري، بشار الأسد، سبق وأكد في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، في آذار الماضي، أن إمكانية عقد لقاء مع نظيره التركي مرتبطة بخروج تركيا من الأراضي السورية، ووقف دعمها للإرهاب، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا.
شاهد أيضاً : مصر وإيران.. سوريا كانت اللبنة الأولى لعودة العلاقات ؟!