مؤشرات المواجهة تتصاعد.. روسيا وأمريكا على خط النار في سوريا ؟!
بعد حوادث الاحتكاك بين الطائرات الحربية الروسية والطائرات المسيّرة الأمريكية في الأجواء السورية، ووسط اتهامات متبادلة بشأن “الطرف الذي بدأ بالاعتداء أولاً”، أكدّ مسؤولون أمريكيون أنّ مؤشرات خطر المواجهة بين أمريكا وروسيا في سوريا “ترتفع”، مع تصاعد التوترات بينهما، خلال الأيام الماضية.
صحيفة “وول ستريت جورنال” قالت في تقرير لها، الجمعة الماضية، إن التوترات الحالية يمكن أن تتحول لـ “ساحة صراع” بين البلدين.
وكانت مقاتلة روسية، ألقت يوم الأربعاء الماضي، قنابل مضيئة فوق مسيَّرة أمريكية أثناء مشاركتها في مهمة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، مما ألحق أضراراً بمروحتها.
وجاء الحادث في أعقاب حادثة مماثلة وقعت، الأحد، الماضي عندما تضررت طائرة مسيرة أخرى من طراز “MQ-9″، فيما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه “جهد روسي منسق للضغط على الجيش الأمريكي للانسحاب من سوريا”.
ولم تكن الطائرات المسيرة هي الوحيدة التي تعرضت للمضايقات من قبل الطيارين الروس في الأسابيع الأخيرة، ففي 16 تموز الحالي، نفذت مقاتلة روسية مناورة خطيرة واقتربت كثيراً من طائرة استطلاع أمريكية مأهولة، مما عرض طاقمها للخطر وأجبرها على التحليق المضطرب وقلل “قدرة الطاقم على تشغيل الطائرة بأمان”، وفقاً لقائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية الجنرال أليكسوس غرينكويتش.
وفي أعقاب حادثة يوم الأحد، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) علناً إلى أن المضايقات الروسية للطائرة الأمريكية المسيرة كانت غير مهنية وأصدر مقطع فيديو للحادثة.
وتوضح الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يأملون أن يؤدي هذا الإعلان إلى تراجع روسيا عن مضايقاتها، لكنهم أحبطوا من الحادثة الجديدة التي وقعت يوم الأربعاء.
وتضيف أن روسيا كانت قد أقدمت قبل ذلك على حادث مماثل فوق البحر الأسود عندما ضايقت مقاتلة روسية في مارس الماضي طائرة مسيرة أمريكية من طراز “MQ-9″، مما أدى إلى إتلاف أحد مراوحها وأجبر القوات الامريكية على إسقاطها في مياه البحر.
وعن تلك الحادثة، ذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أثنى على الطيارين الروس الذين نفذوا الحادث.
بالمقابل قال مسؤول عسكري روسي رفيع، الأسبوع الماضي، إن طائرة عسكرية روسية تعرضت “لأنظمة توجيه” لطائرات مقاتلة من طراز إف-16 تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خلال دورية روتينية فوق الحدود الجنوبية لسوريا.
ويرى قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي أن استراتيجية موسكو تتمثل في محاولة إجبار القوات الأمريكية على التراجع في سوريا، بالتزامن مع تراجع وجودها العسكري في الشرق الأوسط بشكل عام.
تابعونا عبر فيسبوك
ويضيف ماكنزي أن الروس “يريدون جعل العملية (البقاء في سوريا) مكلفة جداً، بحيث لا يمكن للأمريكيين المضي قدماً فيها، وبالتالي الخروج من المنطقة”.
ووفقاً لصحيفة “وول ستريت” فقد دفعت تصرفات موسكو المسؤولين الأمريكيين إلى التفكير في كيفية الرد، بما في ذلك من خلال الوسائل غير العسكرية، في حال أقدم الروس على إسقاط طائرة مسيرة أمريكية.
ونقلت عن مسؤول دفاعي أمريكي القول: “إنه بالتأكيد أمر نوليه المزيد من الاهتمام”.
بالمقابل أعلن الجيش الأمريكي في بيان، الأربعاء، أن 12 مقاتلة متطورة من طراز “إف -35” وصلت إلى الشرق الأوسط، بهدف ردع الهجمات الإيرانية على السفن التجارية في الخليج.
وتؤكد الصحيفة أن الجيش الأمريكي أشار أيضاً في البيان إلى أن هذه الطائرات يمكنها “التحليق في المجال الجوي المتنازع عليه عبر مسرح العمليات إذا لزم الأمر”، في إشارة إلى مهمة القوات الأمريكية المستمرة لهزيمة تنظيم “الدولة”.
شاهد أيضاً: إجراء أمريكي قد يشعل النار في تايوان.. مساعدات عسكرية بـ345 مليون دولار ؟!