لماذا تحاول أمريكا فتح جبهة صراع جديدة في سوريا ؟!
ذكر موقع ” Responsible Statecraft” الأمريكي، أنّ “القوات الروسية والأمريكية تعمل في سوريا، منذ العام 2015 أي عندما تدخلت روسيا لدعم الحكومة السورية، وقد التزم الطرفان في معظم ذلك الوقت بقواعد عدم التصادم”.
وتشير الأحداث الأخيرة إلى أنّ هذه القواعد بدأت في الانهيار، لأنّ الحرب في أوكرانيا تضر بالعلاقات الأمريكية – الروسية في كل مكان في العالم.
وحسب محللين، إنّ الجيش الروسي اتهم الطائرات الأمريكية بانتهاك قواعد عدم التصادم، بشكل متكرر، واللافت أنّه من الممكن ألا يكون لمثل هذه الحوادث أي تأثير أو قد تكون مقدمة لزيادة العداء وحتى الصراع المباشر.
تابعنا عبر فيسبوك
وأضاف الموقع، “تركزت تغطية العديد من الوسائل الإعلامية لهذه الأحداث على كيفية رد الولايات المتحدة، إلا أنها أغفلت السؤال الأكثر أهمية وهو سبب استمرار تحليق الطائرات العسكرية الأمريكية في الأجواء السورية بعد سنوات من هزيمة “تنظيم الدولة”.
وغالباً ما بررت الولايات المتحدة هذا الأمر، بأنها تساعد في استهداف فلول “تنظيم الدولة”، ومع ذلك، فإن هدف السعي وراء إلحاق “الهزيمة الدائمة” بالمجموعة قد حصر الجيش في مهمة مفتوحة لا علاقة لها بأمن الولايات المتحدة.
وتابع، “إن متابعة هذه المهمة يعني أيضاً أن القوات الأمريكية إما ستكون عرضة لاستهداف من قبل الجماعات الحليفة لإيران على الأرض، أو ستكون عرضة لمواجهة جوية مع الطائرات الروسية”.
وحسب الموقع، “لن تكسب الولايات المتحدة الكثير من عملياتها العسكرية في سوريا، كما أن تصاعد حدة التصعيد بينها وبين كل من روسيا وإيران يشكل مصدر قلق كبير”.
وسيكون من المنطقي أكثر بالنسبة للولايات المتحدة أن تسحب قواتها من سوريا، لكن من المتعارف عليه أن هذه الخطوة، ستواجه مقاومة شديدة في واشنطن، خاصة عندما يتعرض الوجود الأمريكي للتحدي بشكل مباشر.
لذلك، “سيكون من الحكمة الانسحاب من سوريا، الآن قبل وقوع حادثة قد تؤدي إلى خسارة في الأرواح، لأنه في هذه الحالة سيزداد خطر التصعيد، وستكون المغادرة حينها أكثر صعوبة”.
وذكر الموقع، “هناك فكرة معاكسة في واشنطن، مفادها أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تسحب قواتها من بلد آخر، حتى عندما لا يخدم استمرار وجودها المصالح الأمريكية. والخوف من خلق “فراغ” يغطيه الأعداء، يشل واشنطن.
ويمكن للولايات المتحدة بسهولة تحمل مغادرة سوريا، خاصة، وأن تكاليف البقاء تتجاوز أي فائدة ملحوظة، وإذا كانت التكاليف ستشمل الآن مواجهات روتينية مع القوات الروسية والمدعومة من إيران، فهي ستكون أعلى مما كانت عليه من قبل.
ويبدو أنّ الحوادث التي حصلت مؤخراً، من شأنها أن تعيد التزام الإدارة الأمريكية بمهمتها في سوريا، وربما حتى إرسال تعزيزات إضافية، وها هي الولايات المتحدة تقوم بالفعل بتوسيع وجودها في الشرق الأوسط، في ظل توجه المزيد من القوات والطائرات إلى الخليج العربي.
وختم الموقع، “في غضون ذلك، يجب على الجيوش الأمريكية والروسية العمل معاً، لاستعادة قواعد عدم التصادم، خاصة وأنّ الطرفين يعتبر وجودهما العسكري في سوريا، غير مشروع”.
شاهد أيضاً “طالبان” تحرق الآلات الموسيقية