هذا هو هدف روسيا من انقلاب النيجر.. صحيفة أمريكية تكشف
كشفت صحيفة “The Hill” الأمريكية، “الحرب أوكرانيا أوكرانيا ساهمت بحدوث تحولات سياسية عالمية، من بينها تحول اهتمام الدول نحو جنوب الكرة الأرضية، وجاءت خطوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقد قمة روسية أفريقية ثانية في سانت بطرسبرغ لتؤكد صحة هذا الأمر”.
ثانياً، وبحسب الصحيفة “يسلط هذا الانقلاب الضوء في الوقت عينه على إستراتيجية روسيا الطموحة، في كل أنحاء إفريقيا، فضلاً عن التحديات العميقة الجذور للحكم وبناء الدولة هناك.. ثالثاً، يكشف الانقلاب أيضاً أن التحديات الإقليمية التي لم تتم تلبيتها توفر ذريعة لصراع القوى العظمى عبر القارة”.
وتابعت الصحيفة، “مهما كانت الأسباب المحلية التي أدت إلى الانقلاب، يزعم قادته أنهم أقدموا على هذا الأمر لأن الحكومة أثبتت عدم قدرتها على التعامل مع الإرهــ.اب الإسلامي أو التغلب على “سوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية”. في حين أن الإرهــاب الإسلامي لا يزال خصماً عنيداً وأصبح متمركزاً الآن في منطقة الساحل، فمن المحتمل أن يفشل هذا الانقلاب، وبالتالي التداعيات الدولية التي ستنتج عنه، في محاولة التغلب على الإرهــ.ابيين. إن الهدف من انقلاب النيجر هو الإطاحة بالحكومة من قبل ضباط الجيش المرتبطين بوضوح بروسيا عبر مبيعات الأسلحة أو العلاقات مع مجموعة “فاغنر” العسكرية، والتي أصبح جلياً الآن أنها مدعومة بشكل مباشر من قبل بوتين والحكومة الروسية”.
وأضافت الصحيفة، “إن التشابه الكبير بين الانقلابات في النيجر والسودان وبوركينا فاسو ومالي أصبح جلياً. ففي السودان، تماماً كما في النيجر، تحرك مدبرو الانقلاب ضد الحكومات خوفاً من أن تتعرض سلطتهم على القوات العسكرية المحلية للخطر. علاوة على ذلك، إن التدخل الروسي واضح جداً في كافة السيناريوهات، فليس من قبيل الصدفة أنه، وبعد يوم واحد من الانقلاب في النيجر، هتف المتظاهرون في الساحات وبصوت عالٍ بشعارات مؤيدة لروسيا ومعادية للغرب، ولا سيما شعارات مناهضة لفرنسا”.
تابعنا عبر فيسبوك
وبحسب الصحيفة، “قال جوزيف سيغيل، مدير الأبحاث في مركز إفريقيا للدراسات الأمنية في واشنطن، إنه وبعد الانقلاب في بوركينا فاسو ذكرت بعض الحسابات المرتبطة بـ”فاغنر” على منصة “تلغرام” بصراحة أن “النيجر هي هدفنا التالي”.
كما وأشار سيغيل إلى أن “روسيا كانت تسعى إلى رؤية انقلاب عسكري ما سيوفر لها فرصة للحصول على مزيد من النفوذ”. إذا كان هذا التحليل صحيحاً، فإن هذا الانقلاب قد تم التحريض عليه وتسهيله من قبل المخابرات الروسية وقوات “فاغنر” مع وضع العديد من الأهداف في الاعتبار. ويتمثل أحد الأهداف في تقويض، إن لم يكن الإطاحة، بالحكومات واستبدالها بوكلاء روس لتقليل النفوذ الغربي وتعزيز الحكم الروسي هناك”.
وتابعت الصحيفة، “من خلال انخراطها في حوكمة الدول الأفريقية، لا تحصل موسكو على عقود التعدين المربحة فحسب، بل تنشئ أيضاً آلية لحكومة بديلة حتى تتمكن بسهولة من استبدال تلك التي تعتبرها غير مرغوب فيها، أو على الأقل ممارسة ضغط مستمر عليها. ويوضح الانقلاب الأخير أدوات القوة والتكتيكات والأهداف الروسية للدول في إفريقيا كما وللدول النامية الأخرى في المناطق الأخرى. وقد يفسر أيضاً سبب عدم حل بوتين لفاغنر بعد تمرد حزيران، وذلك بسبب دورها المحوري في استراتيجية روسيا العالمية. من الواضح أن الغرب لا يدرك تماماً الأهمية المتزايدة للبلدان الأفريقية في المسابقة العالمية الجارية الآن”.
وختمت الصحيفة، “في حين أن الأوان لم يفت بعد لصياغة مثل هذه الاستراتيجية، إذا أراد الغرب مساعدة الدول الأفريقية وتحسين ظروفها وتقليل احتمالية نشوب صراعات جديدة، إلا أن الوقت قد حان للبدء في القيام بذلك”.
شاهد أيضاً: النيجر تغلق أجواءها.. نذر “حرب أفريقية موسّعة” تلوح في الأفق