من يقف وراء تعطيل مشروع خط الغاز العربي ؟!
قال خبير أسواق الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) المهندس وائل حامد عبد المعطي إن خط الغاز العربي تعطّل بسبب عقبات سياسية؛ أبرزها “قانون قيصر” الذي أقره الكونغرس الأمريكي، ويقضي بفرض عقوبات على الدولة السورية.
وأكدّ أنّ مصر لم تحصل على ضمانات حقيقية بعدم وقوع شركاتها تحت طائلة العقوبات في حال تم ضخ الغاز مباشرة إلى الجانب السوري ثم اللبناني، مشيراً إلى مشكلة أخرى تتعلق بالبنك الدولي الذي قال إنه كان قد أعطى إشارات واضحة لعدم قناعته بما قام به لبنان من إصلاحات داخلية، خاصة في ما يتعلق بعملية التدقيق على قطاع الكهرباء أو زيادة تعريفة الكهرباء.
وكان البنك الدولي أرجع رفضه تمويل استيراد لبنان الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى الحاجة “لدراسة الجدوى السياسية للمشروع”، غير أن وزير الطاقة اللبناني أكد في تصريحات سابقة له أن بلاده نفذت شروط البنك بزيادة التعريفة وتعيين مدقق مالي لكهرباء لبنان وإنجاز خطة للنهوض بقطاع الطاقة.
من جهتها، رأت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان أن مشروع خط الغاز العربي “انتهى” و”مات”، خاصة أن هناك مشكلة إنتاج من الجانب المصري، حيث تعاني القاهرة من الإنتاج والاستهلاك، وهي تسعى جاهدة للزيادة في الإنتاج وتعطي الرخص للشركات العالمية لتبحث عن الاكتشافات الجديدة ليكون لديها فائض تستطيع بيعه إلى الدول الأخرى.
تابعونا عبر فيسبوك
وبررت قناعتها بأن مشروع الغاز العربي قد “انتهى” من منطلق أن هناك انتخابات رئاسية أمريكية قادمة، وأن هذا المشروع كان في حينه موضوعاً للتجاذب بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث قال الجمهوريون إنه سيفيد الدولة السورية، مؤكدة أن هذا التجاذب سيعود.
وبالنسبة للعقبات السياسية، أكدت الضيفة اللبنانية أن “عقوبات قيصر” لم تكن مشكلة لبنانية، ولكنها لدى الأردنيين والمصريين الذين لم يحصلوا على الضمانات التي كانوا يريدونها من الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى أن لبنان لم ينفذ الإصلاحات المطلوبة بقطاع الكهرباء.
وفي رأي هايتايان، فإن خط الغاز العربي كان جزءاً من الحلول التي طرحتها بعض الدول لمساعدة لبنان في أزمته، وأن اللبنانيين كانوا يعلمون أن هذا المشروع لم يكن هو الحل بالنسبة لهم عندما كانوا يعانون من الانقطاع التام للكهرباء.
يذكر أن خط الغاز العربي هو مشروع مضى عليه أكثر من عقدين لنقل فائض الغاز الطبيعي المصري إلى الأردن وسوريا ولبنان ولاحقاً إلى أوروبا، وجرى الاتفاق على إعادة إحيائه قبل عامين في اجتماع رباعي بين وزراء الطاقة في مصر والأردن وسوريا ولبنان، لحل أزمة الكهرباء الحادة في لبنان.
شاهد أيضاً: الهند تضع قيوداً على تصدير الأرز البسمتي ؟!