رئيسيسياسة

انقلابا النيجر والغابون.. هذه أبرز الإجراءات التي اتخذتها “4” دول بغرب أفريقيا لمحاربة خطر الإنقلابات

إنّ الإيقاع المتسارع للانقلابات في الدول الأفريقية وتساقط الحبات بسرعة مذهلة فاجئ الساسة والنخب على حدٍ سواء، ودفع بكثيرمن البلدان الأفريقية لتحسس مفاصلها ومحيطها، والشروع في الاحتياط بعدد من الإجراءات، دون تخطيط مسبق سوى تجاوز مخاوف السقوط في مخالب الانقلابات، وفكاك شراكها.

وحسب تقارير دولية، عدداً غير يسير من الدول الأفريقية تعاني الهشاشة، التي تعتبر من أبرز أسباب الانقلابات، وأن 15 دولة من أصل 20 دولة تتصدر مؤشر الهشاشة في العالم تقع في أفريقيا.

تابعنا على فيسبوك

ووفقاً «لبول ميلي» المختص في منطقة الساحل، ومستشار برنامج أفريقيا في معهد تشاتام هاوس البريطاني ،فإن نجاح الانقلاب في بلد ما يولد شعوراً أوسع بزعزعة الاستقرار، والجنود الذين يفكرون في القيام بمحاولات انقلابية، قد يشعرون على نحو متزايد، أنهم قادرون على ذلك.

وبغض النظر عن العوامل التي تقف خلف الانقلابات في غرب أفريقيا، إلا أنَّ الذي لا يختلف فيه اثنان هو أن الموجة أحدث هزة كبيرة على مستوى المنطقة، مما وضع كل الدول في حالة من عدم اليقين، خوف العدوى السريعة التي تصيب المنطقة،  فقد هرعت بعض الدول الأفريقية إلى إجراءات احتياطية، من قبيل الإقالات والتعيينات والتغييرات في قيادات الجيوش لمنع الانقلابات.

أولاً الكاميرون:

بعد يوم واحد من استيلاء الجيش الغابوني على السلطة ووضع الرئيس علي بونغو في الحبس المنزلي، أجرى المخضرم بول بيا (90 عاما) الذي يحكم الكاميرون منذ 1982، تعديلات في وزارة الدفاع، ووفق مرسوم رئاسي، أقال عددا من القادة العسكريين في الجيش وعين ضباطا في الوحدات التابعة للوزير المنتدب لدى رئاسة الدفاع.

وتم تعيين ضباط كمستشارين للمواد العسكرية، وعدد من الضباط كمستشارين  في وزارة الدفاع، وضباط مفتشين للدرك الوطني، وتعيين رئيس الأركان ونائبه، ووفقا لمحللين فإن بيا الذي حكم 41 سنة ليس لديه نية التخلي عن السلطة حيث تنتهي ولايته السابعة في 2025، ووصل إلى الحكم بانقلاب عسكري.

ثانيا راواندا:

أثارت الإجراءات التي قام بها الرئيس الرواندي بول كاغامي عددا من التكهنات، فبينما أشارت بعض التحليلات إلى أنها مرتبطة  بتورط القوات الرواندية في الحرب على أرض الكونغو الديمقراطية عن طريق دعمها لحركة التمرد المعروفة بـ (M23) الناشطة شرقي البلاد، رجحت أخرى بوادر محاولة انقلاب فاشلة، في حين أشار آخرون إلى تهيئة أن الرئيس يستعد لترك قيادة البلاد للجيل الجديد وهو الذي حصل على تفويض للحكم حتى 2034.

وقد جاءت إجراءات كاغامي بعد 48 ساعة فقط من انقلاب الغابون، إذ أقال 950 من الجنرالات وكبار الضباط فضلا عن 930 من ضباط الصف والجنود، وفقا لصحيفة “الروانديون”، وعلى رأس المقالين رئيس الأركان الجنرال جيمس كابا ريبي الذي شغل سابقا منصبي وزير الدفاع والمستشار السابق للرئيس للشؤون الأمنية.

ثالثاً سيراليون:

بعد أسبوع من انقلاب النيجر جرى في سيرا ليون اعتقال مجموعة من ضباط الجيش بتهمة التخطيط لقلب الحكومة ومنهم رتب عليا، ووفقا لتحقيقات تقول الشرطة إنها قامت بها حيث كانت المجموعة العسكرية تخطط لاستخدام الاحتجاجات السلمية التي تم الترتيب لها بين 7 و 10 من أغسطس لشن هجمات عنيفة ضد مؤسسات الدولة والمواطنين، حيث شهدت ليبرفيل العاصمة احتجاجات على نتائج الانتخابات المتنازع عليها، التي فاز فيها الرئيس جوليوس ما دا بيو بولاية ثانية، وطعنت فيها المعارضة.

رابعاً ليبيريا:

مخاوف الانقلاب في سيراليون وضعت جارتها ليبيريا على حافة الهاوية، قبيل الانتخابات التي تستعد لها الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وأصبحت ليبيريا محاطة بدول غير مستقرة بعد انقلاب غينيا وحالة اضطرابات في سيراليون. وقد أثارت المعارضة في ليبيريا عدم اعترافها وثقتها بلجنة المفوضين التي عينها الرئيس جورج ويا للإشراف على الانتخابات. ووفقا لصحيفة “فرونت بيج أفريقا”  فإن الرسائل السلبية التي تبثها الانقلابات تثير قلقا لدي السلطات الليبيرية .

وأفريقيا تتداعى من صدمة انقلاب إلى آخر تحت سطوة الانقلابات العسكرية، فهل تكون “الغابون” آخر محطاته أم ما زال في الطريق مفاجآت؟ وهل تكون هذه فرصة من أجل حلول حقيقية ترتقي إليها المسؤولية التاريخية للنخب والساسة الأفارقة؟

 

شاهد أيضاً: “هراء لعين”.. تصريحات لماكرون تثير الجدل !

زر الذهاب إلى الأعلى