آخر الاخباررأس مال

اللبنانيون ما بين أثرياء متشدقون وفقراء يعيشون في القاع ؟!

في بلد يكابد أزمة اقتصادية وصفت بالأعنف منذ عقود، يبدو أن البعض من مواطني لبنان يعيشون حالة من البذخ أثارت الكثير من الجدل.

ففي مساء أمس الجمعة، اصطفت العديد من السيارات الفاخرة في الشوارع أسفل “بار” في بيروت.

الذي يعتبر ملهى ليلي شهير قبل وقت طويل من بدء الأزمة اللبنانية في عام 2019، لكنه أغلق أبوابه مع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لحكومة البلاد حينها، وتحولت الأزمة المصرفية إلى انهيار مالي مدمر، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 40%.

لكن الآن، تتمتع الضيافة الفخمة في الملهى بالانتعاش، مدعومة بشريحة من السكان كانت معزولة عن الأزمة – أو حتى استفادت منها – فضلاً عن الضغط الحاد على العملة الذي مكن بعض الشركات من سداد الديون بثمن بخس.

تابعونا عبر فيسبوك

بعد إعادة افتتاحه في حزيران، استأنف Sky Bar بسرعة دوره كنقطة جذب للسياح الأجانب والسكان المحليين المهتمين بالمكانة والمغتربين الأثرياء في وطنهم، لقضاء عطلة الصيف الخاصة بهم. بالنسبة للبعض، كانت عودة “سكاي بار” بمثابة بداية فصل جديد للبنان، حيث عاد التباهي غير المقيد إلى الموضة، بالنسبة للقلة الذين يستطيعون تحمل تكاليفه.

وفي حين تم إغلاق نصف المطاعم والحانات والمقاهي والنوادي الليلية في البلاد، والتي يزيد عددها عن 8000 مطعم، منذ عام 2019، مع شيء من العودة للعمل مؤخراً.

وقال طوني رامي، رئيس نقابة أصحاب الضيافة والحلويات، إن نحو 250 مطعماً افتتحت عام 2023، ومن المقرر أن يستقبل 30 مطعماً آخر على الأقل قبل نهاية العام.

وقال رامي عن الصيف الرائج: “لقد كان موسماً ممتازاً، والذي خلق فرص عمل تشتد الحاجة إليها”.

إن الافتقار إلى خطة انتعاش اقتصادي وطنية وتقلبات العملة الجامحة قد أفاد بالفعل بعض شركات الضيافة، وفقاً لخبراء الصناعة. وتمكن الملاك من سداد الديون بأسعار الصرف الرسمية التي لا تعكس القيمة الحقيقية لليرة اللبنانية، مما ساعدهم على تحرير رأس المال لإعادة استثماره.

وأشار متابعون إلى أن أساليب لبنان القديمة عادت هذا العام. امتلأت شواطئ البحر الأبيض المتوسط في البلاد، وبيعت مطاعمها ونواديها بالكامل، وعادت حفلات الزفاف التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.

ويقول المحللون إن من يملكون المال في لبنان اليوم هم الأشخاص الذين أخرجوا أموالهم من البنوك في وقت مبكر، أو استخدموا علاقاتهم لتحويل الأموال إلى الخارج، وأولئك الذين لم يستخدموا النظام المصرفي في البلاد مطلقاً في البداية. ويعمل آخرون في شركات أجنبية ويتقاضون أجورهم بالدولار، أو يتلقون تحويلات مالية، قدرت بنحو 7 مليارات دولار العام الماضي، من أقاربهم في الخارج.

وقال غبريل مسؤول في بنك “بيبلوس”: “هناك أيضاً فئات جديدة من الثروة التي تم إنشاؤها”. واستشهد بالأشخاص الذين استفادوا من الأزمة من خلال اكتناز الواردات المدعومة، أو استغلال الثغرات في النظام المصرفي، أو من خلال “المشاركة في أنشطة إجرامية صريحة، بما في ذلك غسيل الأموال”، بحسب تعبيره.

كما أن ما يقدر بنحو مليوني زائر سافروا إلى لبنان هذا الصيف، بما في ذلك المغتربين العائدين، استمروا في الإنفاق.

ما يشكل تناقضاً صارخاً مع محنة معظم اللبنانيين. ومنذ عام 2019، فقدت الليرة اللبنانية 95% من قيمتها مقابل الدولار.

ويعيش أكثر من ثلاثة أرباع سكان لبنان، الذين يقدر عددهم بستة ملايين نسمة، تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة.

وهناك أعداد قياسية من الأسر التي تعاني من الفقر الغذائي والأطفال خارج المدرسة، حيث لا يزال الناس محرومين من الوصول إلى مدخراتهم.

شاهد أيضاً : “أسـ.ـوأ مما كان متوقعاً”.. الاقتصاد الألماني يسير نحو الهـ.ـاوية ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى