آخر الاخباربالشمع الأحمررئيسيمحليات

“رزقهم احترق أمام أعينهم”.. مدير الحراج: شكلنا لجان لمعرفة الاحصائيات للحرائق

خاص – نور ملحم

«يا رب أغثنا بالمطر يا الله غيثاً نافعاً، يا الله نحن نحترق، يا الله ارحمنا، رزق الأيتام يا الله».. بهذه الكلامات صاحت “أم بلال” وهي تحاول إطفاء النار التي إلتهمت أشجار أرضها القريبة من مكان إقامتها.

تقول “أم بلال” من ريف اللاذقية الشمالي قرية مشقيتا: «هي جدة تربي أحفادها الخمسة بعد وفاة والدهم في الحرب لـ “كيو بزنس” كانت الأرض المصدر الوحيد لنا فهي التي كانت تعطينا الزيتون والتفاح والبرتقال اليوم ذهب كل شيء وأصبح عبارة عن رماد، أحفادي اليوم يعيشون تحت الصدمة فالحرائق المفاجئة حلت بمنازلنا وغاباتنا، وتسببت في انتشارها سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة للذروة لم نستطع التنفس في تلك اللحظات القاسية، لولا تدخل الجيران بالإسراع للوصول لنا في ظل صعوبة التضاريس وانعدام المسالك».

تكمل السبعينية، «حاولت كثيراً إطفاء الحريق الذي وصل لحقلنا منذ شهرين تقريباً ولكن كان القدر أسرع لنصبح اليوم عبارة عن رقم ننتظر تعويض الضرر الذي حل بنا، مبررة عدم قدرتها على إنقاذ رزقها لعدم توفر المياه بحكم الانقطاع الدائم له من قبل الدولة وعدم استجابة رجال الإطفاء لهم أيضا بسبب عددهم القليل وعدم توفر الآليات المجهزة».

النيران التي اندلعت منتصف ليل ، تصدى لها الأهالي بوسائلهم البدائية تؤازرهم فرق الإطفاء بإمكانيتها المتهالكة وعناصر من الدفاع المدني من أبناء تلك المناطق الذين وجدوا أنفسهم في موقع درء الخطر عن قراهم ومنازلهم بحسب ما أكده علي العباس من أهالي منطقة ريف اللاذقية.

يشير “العباس” وهو أحد المتضررين من الحرائق التي حدثت في شهر تموز 2023 من بلدة ربيعة في ريف اللاذقية الشمالي لـ “كيو بزنس” «حاولنا الاتصال عشرات المرات بهذه اللجان للمساعدة في إطفاء الحرائق، ولكن كان الجواب لا يوجد مازوت لتحريك السيارات ولا يمكننا التصرف قبل أن نأخذ الأمر من المدير المسؤول علينا»، مضيفاً «سمعنا الكثير من التصريحات عبر الإعلام عن خطط حكومية للحد من الحرائق منها التعاون مع اللجان التي تم تشكيلها في حال حدوث أي حريق وتركيب خزانات للمياه في القرى التي تعاني شح في المياه ولكن كل ذلك عبارة عن خطط على الورق».

يكمل “الخمسيني” بحزن، «اليوم خسرنا كل شيء رزقنا وبيوتنا كان لدي أكثر من 2000 شجرة زيتون جميعها أصبح رماد، حاولنا إطفاء الناء بالمياه المتوفرة لدينا ولكن دون جدوى فالمياه قليلة جداً في القرية بحكم إن الدولة لا تضخ لنا الكهرباء والماء إلا بكميات قليلة جداً لذلك نعتمد على مياه الآبار أكثر الأحيان».

تابعنا عبر فيسبوك

«عجز حكومي»

تعد الحكومة السورية خطة سنوية بداية كل عام من أجل مكافحة الحرائق وتقليص مساحتها، تتضمن ترميم الطرق الحرجية وتجهيز صهاريج الإطفاء والآليات الأخرى وفي عام 2020 كانت قد رصدت مبلغ 22 مليار ليرة سورية قيمة تعويضات للمتضررين من حرائق الغابات وقد بلغ عدد المتضررين 16 ألف متضرر، منذ ذلك العام تقف الحكومة عاجزة عن تقديم أي نوع من الدعم المادي أو العملي.

وبحسب إحصائيات مديرية الحراج في الساحل السوري تم تسجيل حوالي 120 حريقاً حراجياً بمساحة 70 هكتاراً حتى وأكثر من 370 حريقاً في أراض زراعية التهمت أكثر من 900 هكتار، وأشار مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة “علي ثابت”، في تصريح لـ “كيو بزنس” إلى تشكيل لجان مختصة لتقدير الإحصائيات الدقيقة للحرائق في سوريا خلال عام 2023، لافتاً إلى أن أهم أسباب حدوث الحرائق هي ارتفاع درجات الحرارة في وقت قيام المزارعين بحرق مخلفات الأراضي الزراعية، ما يتسبب بنشوب حريق يمتد للأراضي الحراجية.

«2500 مفحم ضمن الغابات»

يشير المهندس “رائق اليوسف” إلى أن نشاط قطاع التفحيم قد يكون المسبب المباشر لهذه الحرائق، وتحديداً أن معظمه غير منظم، ويتم في قلب الغابات، وهي التي تسهم بشكل كبير إلى انتشار الحرائق سريعاً، مبيناً في تصريح لـ “كيو بزنس” تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 2500 مشحم، حيث بدأ معظم أهالي الأرياف وضمن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة في الأرياف بصناعة الفحم وكانت هذه الكارثة الكبرى.

وأضاف إن «التغير المناخي يؤدي إلى جفاف الأشجار وتوفير وقود طبيعي يؤدي للحرائق لاحقاً، وأن ارتفاع درجات الحرارة في وقت معيّن من العام يؤدي إلى جفاف أوراق وأغصان الاشجار، لذلك علينا العمل على حماية ما تبقى من غابات طبيعية وإلا فأن المناخ في سورية سيتغير وسيصبح في الصدارة العالمية للأكثر حرارة».

شاهد أيضاً: لأكثر من الضعف.. رفع أسعار الإسمنت الأسود في سوريا

 

زر الذهاب إلى الأعلى