“نيويورك تايمز” تكشفُ زيف الرواية الإسرائيلية حول قصف “المستشفى المعمداني”!
كشفَ تحقيق جديد أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية زيف الادعاءات الإسرائيلية بكون الانفجار الذي شهده المستشفى المعمداني في قطاع غزة ناتجاً عن صاروخ فلسطيني، وخلصت الصحيفة إلى أن الفيديو الذي اعتمدت عليه إسرائيل لادعاء ذلك، يُظهر أن الصاروخ انطلق من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة «إسرائيل» وانفجر على حدود غزة.
بحيث يُظهِر مقطع فيديو قذيفة تخترق سماء غزة المظلمة وتنفجر في الهواء. وبعد ثوانٍ شوهد انفجار آخر على الأرض، وفق ما ذكره تقرير الصحيفة الذي نُشر الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ حيث تسبب الانفجار في استشهاد نحو 500 فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء.
أصبح ذلك الفيديو دليلاً يُستشهَد به على نطاق واسع؛ حيث أكد المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون أن صاروخاً فلسطينياً طائشاً في السماء قد ضلَّ وجهته وسقط على الأرض وتسبب في انفجار مميت في المستشفى المعمداني في مدينة غزة.
لكن التحليل البصري التفصيلي الذي أجرته صحيفة New York Times الأمريكية يخلُص إلى أن مقطع الفيديو -المأخوذ من كاميرا تلفزيون الجزيرة والذي بُثَّ ليلة 17 أكتوبر/تشرين الأول- يُظهِر ومن المرجح أن الصاروخ الذي يظهر في الفيديو ليس هو الذي تسبب في الانفجار في المستشفى. ووجدت الصحيفة الأمريكية أن القذيفة انفجرت في السماء على بعد ميلين تقريباً.
تابعونا عبر فيسبوك
النتائج التي توصلت إليها الصحيفة لا تجيب عن السبب الحقيقي وراء انفجار المستشفى الأهلي العربي، أو من المسؤول، لكن تحليل صحيفة New York Times يلقي بظلال من الشك على أحد الأدلة الأكثر انتشاراً والتي استخدمها المسؤولون الإسرائيليون لإثبات ما يدعون، ويزيد من تعقيد الرواية المباشرة التي طرحوها.
يشير الفيديو أيضاً إلى قصف إسرائيلي، وأنه يمكن رؤية انفجارين بالقرب من المستشفى المعمداني في غضون دقيقتين من قصفه. وقال الرائد نير دينار، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لصحيفة New York Times إن القوات العسكرية لم تكن تضرب “ضمن نطاق يعرِّض المستشفى للخطر”، لكنه رفض تحديد مدى مسافة الضربة الأقرب.
كيف فندت الصحيفة رواية الاحتلال؟
عرضت العديد من وسائل الإعلام مقطع الفيديو، واستشهد الكثير منها به كدليلٍ على سقوط صاروخ فلسطيني على المستشفى المعمداني؛ لكن صحيفة New York Times خلصت إلى أن الصاروخ الذي ظهر في الفيديو لم يكن قريباً من المستشفى على الإطلاق.
لقد أُطلِقَ من إسرائيل وليس من غزة، ويبدو أنه انفجر فوق الحدود بين إسرائيل وغزة، على بُعد ميلين على الأقل من المستشفى.
لتتبع الصاروخ وصولاً إلى الأراضي الإسرائيلية، قامت الصحيفة الأمريكية بمزامنة لقطات «الجزيرة» مع خمسة مقاطع فيديو أخرى صُوِّرَت في نفس الوقت، بما في ذلك لقطات من محطة تلفزيون إسرائيلية، القناة 12، وكاميرات مراقبة في تل أبيب. وقدمت مقاطع الفيديو المختلفة هذه رؤيةً للصاروخ من الشمال والجنوب والشرق والغرب.
باستخدام صور الأقمار الاصطناعية لتحديد نقطة الإطلاق في مقاطع الفيديو هذه، توصلت الصحيفة إلى أن الصاروخ أُطلِقَ باتجاه غزة من مكان قريب من بلدة ناحل عوز الإسرائيلية قبل وقت قصير من انفجار المستشفى المعمداني. وتتطابق النتائج مع الاستنتاج الذي توصَّل إليه بعض الباحثين عبر الإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهِر مقاطع الفيديو أن القذيفة التي صوَّرتها قناة الجزيرة أُطلِقَت بعد وابل من الصواريخ الفلسطينية، التي اعتبرها المسؤولون الإسرائيليون مسؤولة عن انفجار المستشفى.
من الساعة 6:59 مساءً تُظهِر مقاطع الفيديو أنه في 17 أكتوبر/تشرين الأول، أُطلِقَ وابل من الصواريخ الفلسطينية من موقعَيْن جنوب غرب وشمال غرب المستشفى المعمداني في غزة.
حسب الصحيفة الأمريكية، يمكن رؤية ألسنة اللهب المنبعثة من الصواريخ الفلسطينية في سماء الليل بينما تدفعها محركاتها باتجاه الشمال الشرقي نحو إسرائيل. مرت أكثر من 25 ثانية بين الصاروخ الفلسطيني الأخير وبين انفجار المستشفى.
أدلة أخرى ضد «إسرائيل»
الأسبوع الماضي، أظهر تقرير للقناة الرابعة البريطانية زيف الادعاءات الإسرائيلية باتهام المقاومة بالمسؤولية عن مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى، الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول.
ترجح القناة الرابعة، في تقريرها، أن الهجوم الإسرائيلي تم بواسطة صاروخ انفجر بالجو؛ وذلك لوجود أدلة تؤكد عدم وجود حفر ضخمة تسببها الصواريخ بالعادة، كما أن الأضرار البسيطة في المباني المحيطة ترجح ذلك أيضاً.
كما أشارت القناة إلى أن التدقيق في اللقطات التلفزيونية ومواقع إطلاق الصواريخ يؤكد تعارض موقع إطلاق صواريخ المقاومة مع موقع المستشفى المعمداني في غزة.
أشارت القناة أيضاً إلى أن دولة الاحتلال أصبحت ذات رصيد في إنكار جرائمها في البداية، واستدلت على ذلك بما حصل مع الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة.
شاهد أيضاً : مطار حلب خارج الخدمة من جديد ؟!