الورشات الصغيرة.. خيار السوريين لتحدي الظروف الاقتصادية الصعبة
خاص – نور ملحم
يحاول السوريون التأقلم مع ظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، والاستمرار في حياتهم بشكل طبيعي، رغم الخطورة التي تحيط بهم وبأرزاقهم، إذ يحاول بعض الأشخاص بنفوس لا تعرف اليأس، الاستمرار والمضيّ قدماً بالورشات والصناعات الصغيرة في محاولة لاستثمار رؤوس أموالهم في مشاريع تنموية، ورفد السوق بمنتجات محلية تضاهي المنتجات المستوردة، وتأمين فرص عمل للأيدي العاملة والعائلات المحتاجة.
“بثينة الراشد”، (50 عاماً) تتقن مهنة التطريز على الأقمشة وجدت فرصة عمل داخل المشغل، وعن ذلك تقول لـ “كيو بزنس”: “أعمل لأعول عائلتي، بعد أن أجبرتنا ظروف البلد على ترك بيتنا في ريف دنشق، والسكن في منطقة المزة وحين سمعت بمشغل الخياطة، انضممت إلى بقية النساء العاملات فيه، رغبة في تحصيل ما يغيّر وضعنا المعيشي نحو الأفضل، كما اصطحبت معي ابنتي لتتعلُّم المهنة”.
“بشير الأحمد” (45 عاماً) من ريف دمشق لديه ورشة صغيرة لتصنيع المنظفات يقول لـ “كيو بزنس” “الحاجة إلى العمل جعلتني أُصِرّ على تعلُّم المهنة، عن طريق متابعة الفيديوهات التعليمية عبر يوتيوب، وفي البداية كنت أشتري الموادّ الأولية من السوق وأصنعها لأسرتي، وبالإصرار تحول هذا العمل إلى مصدر دخل لي”.
يكمل “الأحمد”، ورشتي تشغل اليوم 5 عمال وتؤمّن المنظفات المحلية بأسعار مقبولة، وتختلف الأسعار حسب نوعية السائل، ونسبة وجود المادة الفعالة فيه (السماكة، الرغوة، العطر)، مشيراً إلى أن عديداً من المواد يدخل في هذه الصناعة، وهي التكسابون، وحمض السلفون، وهيدروكسيد الصوديوم، والملح الصخري، إضافةً إلى الملوّنات والعطور، وتُخلَط المكونات بعناية وبنسب محددة قبل خروجها بشكلها النهائي للتعبئة.
تابعونا عبر فيسبوك
بالأرقام عدد المنشآت
كشفت أرقام صادرة عن وزارة الصناعة نمواً ملحوظاً في عدد المنشآت الصناعية المنفذة، والمصانع التي دخلت الإنتاج مؤخراً في المدن الصناعية بريف دمشق وحمص وحلب، والتي تجاوزت نسبها الضعف خلال العام الجاري.
وأشارت الأرقام إلى أن عجلة الإنتاج لم تتوقف وبينت أن نمواً كبيراً شهدته المدن الصناعية، ففي المدينة الصناعية بحسياء وصل عدد المنشآت التي تم تنفيذها خلال العام الجاري 26 منشأة مقارنة بـ 13 منشأة في العام الماضي، وهذه المنشآت توزعت بين منشآت كيميائية وهندسية وغذائية، إضافة إلى 5 منشآت نسيجية تم تنفيذها العام الحالي.
وفي محافظة ريف دمشق، عاد الإنتاج بقوة سواء في مدينة عدرا الصناعية وتل كردي وفضلون ويبرود والريمة وصحنايا والكسوة وغيرها، وبلغ عدد الرخص الصناعية في المنطقة الصناعية بعدرا حتى نهاية آب الفائت 3757 رخصة، وعدد المقاسم المخصصة 5315، وعدد المنشآت العاملة حتى التاريخ نفسه 1068، فيما بلغت رخص البناء منذ بداية العام 300 رخصة وعدد المقاسم المرخصة أيضاً 275، ومقارنة بالأعوام السابقة فقد حقق هذا العام أعلى نسبة إنجاز صناعي، ولازال الطلب على تخصيص المقاسم متواصل حيث بلغت نسبة امتلائها في القطاعات الأول والثاني والثالث والرابع والخامس 100 %.
شاهد أيضاً: محصول وفير من البطاطا في حمص.. لكن ماذا عن الأسعار ؟