متنبئاً بالموت.. هل تفوق الذكاء الاصطناعي على الطب ؟!
تعد السكتة القلبية المفاجئة، مشكلة صحية كبرى في جميع أنحاء العالم وتتسبب بموت 90% من الأشخاص الذين تصيبهم.
وأظهرت الدراسات الحديثة أن أكثر من نصف المرضى يعانون من أعراض تحذيرية قبل ساعات أو أيام من حدوث السكتة القلبية، لكن بسبب الإهمال، وتفسيرات خاطئة للعلامات الموجودة عند المريض من قبل الكوادر الطبية يقع مثل هذا العدد من الوفيات.
تابعنا على فيسبوك
الدكتور “كزافييه جوفين” أستاذ أمراض القلب وعلم الأوبئة في مركز باريس لأبحاث القلب والأوعية الدموية في جامعة باريس قال: “إن الموت القلبي المفاجئ يمثل نسبة ما بين 10 و20% من إجمالي الوفيات، ومن الصعب التنبؤ به، وتفشل الأساليب المعتادة في تحديد الأشخاص المعرضين للخطر الشديد، لا سيما على المستوى الفردي”.
لكن مؤخراً، ووفقاً لبحث علمي دولي مشترك أجراه خبراء من عدة تخصصات، أشار إلى إمكانية أن يتنبأ الذكاء الاصطناعي بحدوث السكتة القلبية المفاجئة قبل وقوعها، مما يساهم باستعجال الإسعافات الضرورية وإزالة الخطر، وفقا للنتائج الأولية لدراسة قُدمت في ندوة علوم الإنعاش التي نظمتها جمعية القلب الأميركية 2023.
وباستخدام الذكاء الاصطناعي قام الباحثون بتحليل البيانات الطبية لـ “25” ألف شخص ماتوا فجأة، و”70″ ألفاً دخلوا المستشفى بسبب سكتة قلبية ولم يموتوا في باريس وفرنسا وسياتل بواشنطن، ومن ثم بنوا خوارزميات ومعادلات تضمنت التفاصيل الطبية للشخص مثل علاج ارتفاع ضغط الدم وتاريخ أمراض القلب، بالإضافة إلى الاضطرابات العقلية والسلوكية بما في ذلك تعاطي الكحول.
ولزيادة عينة الدراسة ضمَّن العلماء بيانات أكثر من مليون شخص راجعوا المستشفى “10”ملايين وصفة طبية من عيادات الأطباء لمدة تصل إلى “10” سنوات.
وبعد ذلك كله، جرى تجريب الخوارزميات الجديدة على البيانات الموجودة، ثم طلِب منها التنبؤ بحالات الوفاة، وتمكنت الخوارزمية من التنبؤ بوفاة الأشخاص قبل موعد وفاتهم بثلاثة أشهر، وكانت دقة الخوارزميات في التنبؤ بحالات الوفاة تجاوزت الـ “90%”.
وهذا يعني، أن التحليلات التي تجريها الخوارزمية على بيانات المرضى، يمكنها أن تحدد موعد قدوم الخطر للمريض، مما يُرسل إنذارا للأطباء بخطورة الموقف تدعوهم للتدخل قبل فوات الأوان.
شاهد أيضاً: فرشاة الأسنان قد تكون أداةً لنقل هذا الفيروس..