أمريكا تواجه المخاطر في الشرق الأوسط.. فهل تصحح واشنطن المسار ؟!
اندلاع حرب غزة، ساهمت في ظهور ما يمكن اعتباره “التحدي الأشد خطورة” لاستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
هكذا قالت صحيفة “فورين أفيرز”، في تقرير لها، مشيرة إلى أن “حرب غزة، أدت إلى انتشار مشاعر معاداة أمريكا على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، ودفعت وكلاء إيران إلى شن هجمات على أفراد عسكريين أمريكيين في العراق وسوريا”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن “الطريقة التي سيدير بها الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته تصرفات إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة”، بالإضافة إلى التداعيات الجيوسياسية الأوسع للحرب، سيكون لها عواقب بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي، وكذلك على قدرة واشنطن على مواجهة الخصوم وردعهم.
وبحسب “فورين أفيرز”، فإن ارتفاع المخاطر بدا واضحاً في التدفق السريع لقوات عسكرية أمريكية إضافية إلى المنطقة خلال الشهر الماضي، بما في ذلك حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة وأكثر من 1000 جندي، ونشر أنظمة دفاع جوي إضافية في المنطقة، في رسالة تؤكد تصميم الولايات المتحدة على “ردع إيران” عن السعي إلى تصعيد الأزمة في “إسرائيل”.
إلا أن الصحيفة الأمريكية، قالت إن ضخ واشنطن للمعدات العسكرية والأفراد قد يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة في التزامات أمنية مفتوحة تجاه منطقة كانت تحاول، حتى وقت قريب، تحرير نفسها منها.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشارت أيضاً إلى أنه مع تزايد وجود الولايات المتحدة مرة أخرى، فإن مشاركتها العسكرية العميقة في الشرق الأوسط يمكن أن تستمر إلى ما بعد نهاية الأزمة الحالية، وتساهم في التوسع المفرط الذي من شأنه أن يخلق فجوات خطيرة في أماكن أخرى على المدى الطويل، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وشددت “فورين أفيرز”، على أن “سياسة واشنطن في الشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى تصحيح المسار”، مشيرة إلى أنه رغم أن العواقب المترتبة على الحرب على غزة لا تزال غير مؤكدة، فإنه ليس من السابق لأوانه رسم الخطوط العريضة لسياسة أمريكية أكثر استدامة في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه بمجرد أن تبدأ الأزمة الحالية في الاستقرار، يجب على واشنطن أن تعمل على سحب القوات التي أعادتها بسرعة إلى الشرق الأوسط – وأن تذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال تقليص حجم الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وإعادة تنظيمه بشكل كبير.
ومع مضاعفة إدارة بايدن جهودها لزيادة الأسلحة والقوات الأمريكية الإضافية إلى الشرق الأوسط، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان صناع السياسة الأمريكيون قد فكروا في التأثيرات من الدرجة الثانية والثالثة المترتبة على تضخيم الدور الأمني للولايات المتحدة في المنطقة، وكيف سينظر إليه الخصوم والحلفاء على حد سواء.
وتقول “فورين أفيرز”، إن هناك ثلاثة مخاطر يجب على إدارة بايدن الاعتراف بها ومعالجتها: التصعيد، ورد الفعل العنيف، والإرهاق.
وأشارت إلى أنه رغم أن البنتاغون قال إن عمليات نشر القوات الأمريكية في المنطقة تهدف إلى منع نشوب حرب أوسع نطاقاً، إلا أنه يبدو من المرجح بنفس القدر أن تؤدي زيادة القوات الأمريكية في نهاية المطاف إلى إثارة دوامة تصعيدية بدلاً من منعها.
وبحسب الصحيفة، فإنه في الوضع الذي تكون فيه الخطوط الحمراء لكل جانب غير واضحة، فإن الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة يزيد من خطر سوء التقدير والاستفزاز، ويمنح الفصائل الذين يرون واشنطن متآمراً مشاركاً في الحملة العسكرية “الإسرائيلية”، مبرراً لمواصلة حشدهم العسكري والتهديد بالتصعيد.
وتقول “فورين أفيرز”، إنه لا يمكن أن يؤدي هذا التدفق العسكري الأمريكي الجديد إلى تحديات غير متوقعة بين الخصوم فقط، فيمكن أن يؤدي أيضاً إلى تقويض العلاقات مع الحلفاء والشركاء الرئيسيين لأمريكا.
شاهد أيضاً : تصاعد التوتر بين إسبانيا والاحتـ ـلال