علاج مبتكر يعيد حاسة الشم لمرضى “كوفيد 19” !
تمكن باحثون من مساعدة المرضى الذين عانوا من مرض “كوفيد-19” طويل الأمد على استعادة حاسة الشم، وفقاً لبحث تم تقديمه هذا الأسبوع في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية.
“الباروسميا”، هي حالة لا تعود فيها حاسة الشم تعمل بشكل صحيح، هي أحد الأعراض المعروفة لـ “كوفيد- 19″، ووجدت الأبحاث الحديثة أن نحو 60% من مرضى “كوفيد-19” قد أصيبوا بالباروسيما، وفي حين يستعيد معظم المرضى حاسة الشم بمرور الوقت، فإن بعض المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا لفترة طويلة يستمرون في المعاناة من هذه الأعراض لعدة أشهر، أو حتى سنوات، بعد الإصابة، ما يؤثر سلباً على شهيتهم للطعام ونوعية حياتهم بشكل عام، وذلك وفقا لتقريرتم نشره على موقع “ساينس تيك دايلي”.
تابعنا على فيسبوك
قال المؤلف الرئيسي للدراسة آدم سي زوغا، الحاصل على دكتوراه في الطب وماجستير في إدارة الأعمال، وأستاذ الأشعة في “جيفرسون هيلث” في فيلادلفيا: “إن باروسميا ما بعد فيروس كورونا أمر شائع ومعترف به بشكل متزايد، ويمكن أن يتطور لدى المرضى نفور من الأطعمة والمشروبات التي كانوا يستمتعون بها”.
وأضاف زوغا: “يمكن أن تؤثر الباروسيما أيضاً على إدراك الشم، وقد يعاني بعض المرضى من الوهم في شم الروائح، وهي حالة تجعل الناس يكتشفون روائح كريهة أو لطيفة ليست في بيئتهم”.
لتقييم العلاج المحتمل للمرضى الذين يعانون من باروسميا طويل الأمد بعد فيروس كورونا، نظر الباحثون في الفوائد المحتملة لإحصار العقدة النجمية الموجهة بالتصوير المقطعي، وهي جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي ينظم العمليات اللاإرادية بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس والهضم، كما أن العقد النجمية عبارة عن أعصاب على جانبي الرقبة، تقوم بتوصيل إشارات معينة إلى الرأس والرقبة والذراعين وقسم من الجزء العلوي من الصدر.
استخدم فريق البحث إحصار العقدة النجمية، الذي يتضمن حقن مخدر مباشرة في العقدة النجمية على جانب واحد من الرقبة لتحفيز الجهاز العصبي اللاإرادي، ويستغرق هذا الإجراء أقل من 10 دقائق، ولا يتطلب أي تخدير أو تسكين في الوريد، تم استخدام إحصار العقدة النجمية بدرجات متفاوتة لعلاج عدد من الحالات الأخرى، بما في ذلك الصداع العنقودي، وألم الأطراف الوهمية، ومتلازمات رينود ومنيير، والذبحة الصدرية، وعدم انتظام ضربات القلب.
وقال الدكتور زوغا: “تم الإبلاغ سابقاً عن الباروسميا على أنها اضطراب نادر يحدث بعد صدمة الدماغ، وجراحة الدماغ، والسكتة الدماغية، والمتلازمات الفيروسية، ومع بعض أورام الرأس والرقبة، ولم نكن واثقين تمامًا من أن الإجراء سينجح في علاج الباروسميا”.
تم استخدام التوجيه المقطعي لوضع إبرة العمود الفقري عند قاعدة الرقبة لحقنها في العقدة النجمية. وأضاف الباحثون جرعة صغيرة من الكورتيكوستيرويد إلى المخدر في المستحضر الدوائي، للاشتباه في أن فيروس كورونا قد يسبب التهاب الأعصاب.
بالنسبة لعينة الدراسة، تم إجراء الدراسة على 54 مريضاً بعد ستة أشهر على الأقل من تعرضهم إلى الباروسميا ما بعد فيروس كورونا الذي كان مقاومًا للعلاجات الصيدلانية والموضعية.
وذكر الدكتور زوغا: “غالبية المرضى حصلوا على نتيجة إيجابية هائلة، على الفور تقريباً، مع استمرار التحسن إلى درجة زوال الأعراض بعد أربعة أسابيع، ولقد فوجئنا ببعض النتائج، بما في ذلك شفاء الشم الوهمي بنسبة 100% تقريبًا لدى بعض المرضى، طوال فترة التجربة”.
عاد ستة وعشرون مريضاً للحصول على حقنة ثانية تُعطى على الجانب الآخر “المقابل” من الرقبة بعد فترة ستة أسابيع على الأقل، وفي حين أن الحقنة الثانية لم تكن فعالة في المرضى الذين لم يستجيبوا للحقنة الأولى، فإن 86% من المرضى الذين أبلغوا عن بعض التحسن بعد الحقنة الأولى أفادوا بتحسن إضافي بعد الحقن المقابل، ولم يتم الإبلاغ عن أي مضاعفات أو أحداث سلبية.
شاهد أيضاً: هذا النوع من الخضار يكافح السرطان !