مهنة تنتعش من جديد بعدما كانت مهددة بالانقراض في سوريا
خاص – نور ملحم
عبر أدواته البسيطة يسعى “أبو محمد” لكسب رزقه من خلال تنجيد اللحف والفرشات وهي مهنة قديمة عادت للانتعاش بعد ارتفاع أسعار الأغطية المصنوعة من الديكرون.
يتحدث الرجل الستيني لـ”كيو بزنس” قائلاً: “التنجيد العربي حرفة من الحرف اليدوية القديمة التي يتوارثها الابناء عن الأجداد، ولها باع طويل في العديد من المحافظات السورية وأثرها واضح بجميع المنازل العتيقة التي تجمع بين حرفية الصنعة وتجليات الصانع المبدع بإضافة شيئا من روحه وابداعه على المنتج الذي يقوم عليه”.
ويضيف “أبو محمد”، كانت هذه المهنة مهددة بالانقراض بسبب انتشار مصانع التنجيد الآلية، التي طغت على مهنة التنجيد، إلا أن هذه المهنة انتعشت من جديد، وعادت لها الروح من جديد، بعد أن ارتفعت أسعار تلك المفروشات وبات صعبا على معظم السوريين شراء تلك المفروشات المصنعة آليا، ما دفعهم للتوجه إلى أرباب تلك الصنعة”.
ومن جانبه، بعتبر “مصطفى” وهو الأبن الأوسط لأبو محمد أن مهنة التنجيد مهنة متجددة، وهي قديمة حديثة، ومازالت تحظى باهتمام الكثير من الاسر لافتاً لـ “كيو بزنس” إلى أن غلاء أسعار المفروشات الجاهزة جعلت الكثير من الناس للعودة إلى التنجيد العربي، مؤكداً أن أسعارها مناسبة وبنفس الوقت مريحة، وليس لها عمر زمني محدد.
يقدر عدد المنجدين في دمشق 35 منجداً، وهم غالباً من كبار السن حيث لا يوجد شباب يعملون فيها، رغم أن هناك عودة من قبل بعض الأسر السورية، وحتى الشابة منها، بالعودة إلى استخدام فرشات الصوف والوسائد والألحفة المصنعة من القطن وصوف الأغنام الطبيعية.
وعن تكلفة المنجد فإن “سعر اللحاف يتراوح ما بين 25 – 150 ألف ليرة سورية، وذلك بحسب الوزن والطول والعرض للقطعة المصنعة أما بالنسبة للوسادات فهي ما بين 25- 50 ألف ليرة سورية.
من جهتها، قالت “أم رضوان” (45 عاماً) المقيمة في ريف دمشق “الشتاء سيكون قارس ولم نتمكن من توفير الوقود الكافي لذلك سنلجأ إلى اللجف المصنوعة من الصوف اليدوي لحكم أن البطانيات والبطانيات القطنية الاصطناعية التي لا تعطي.. ما يكفي من الدفء ، ولكن هذا العام سوف نشتري ألحفة صوفية مريحة توفر دفئاً كبيراً”.