الطاقة الشمسية تنقذ الزراعة في الحسكة
تأثر القطاع الزراعي في محافظة الحسكة خلال سنوات الحرب، والتي أدت لخروج آلاف الهكتارات عن الزراعة نتيجة أسباب عدة في مقدمتها عدم توفر الوقود وارتفاع أسعاره.
وتعد محافظة الحسكة سلة سورية الغذائية، حيث تبلغ المساحة القابلة للزراعة فيها بعلاً ورياً نحو 1 مليون هكتار، وتشتهر بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية الاستراتيجية كالقمح والشعير والقطن، والمحلية كالبقوليات والعطرية والخضار، لكن سيطرة أجواء الجفاف وتتالي سنواته التي أخرجت المساحات البعلية عن دائرة الإنتاج، أصبح الاعتماد على المساحات المروية هو المعول عليه لتأمين الحد الأدنى من إنتاج هذه المحاصيل.
تابعونا عبر فيسبوك
ويشير أحد المزارعين إلى أن فلاحي المحافظة عانوا بشكل كبير خلال السنوات السابقة لعدم توفّر الوقود أو غلاء أسعاره أو الأعطال التي تلحق بالآلات الزراعية التي تستخرج المياه للري وكل ذلك أدى إلى عزوف الكثير من الأهالي عن الزراعة أو تقليص المساحات المزروعة بشكل كبير.
ولفت إلى أن غالبية المساحات المزروعة بالمحافظة تعتمد على المياه الجوفية ذات الأعماق الكبيرة والتي تحتاج إلى محركات ديزل كبيرة لاستخراج المياه وهذه المحركات تحتاج إلى كميات كبيرة من مادة المازوت والزيت المعدني لتشغيلها، وهو ما لم يعد متوفراً بأسعار مدعومة بعد سيطرة قسد على المنطقة، كما أن شراءها بالأسعار الرائجة في الأسواق يلحق بالفلاح الخسائر لاسيما أن هيئة الزراعة التابعة لقسد تجبر الفلاحين على تسويق إنتاجهم إلى مؤسساته وبالأسعار التي تحددها هي.
وتابع، أن الفلاحين بدأوا بالاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل لتوفير الطاقة الكهربائية، من أجل تأمين التيار الكهربائي المغذي لغواطس المياه بدلاً من محركات الديزل الكبيرة ومع نجاح التجربة من التحول إلى الطاقة الشمسية، بدأت بالانتشار في المنطقة وتم الاعتماد عليها وتزايد الإقبال على شرائها.
فيما اتجه العديد من الفلاحين في ريف القامشلي لاستخدام الطاقة البديلة، بعد أن زفرت لهم الطاقة الكهربائية، لاسيما للمساحات الزراعية المروية غير الكبيرة، في حين شهد قطاع الزراعة فيها انتعاشاً ملحوظاً وتوسعاً في الزراعات لمختلف المحاصيل بعد توفر المياه الخاصة بعمليات الزراعة.
وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف تركيب منظومة طاقة شمسية لتشغيل الآبار الزراعية، إلا أنها تبقى أفضل من تكاليف محركات الديزل وتأمين الوقود والإصلاح لها؛ لأن تكاليف الطاقة الشمسية تدفع لمرة واحدة، موضحاً أن هذه التكاليف تبدأ من سعر 25 مليون ليرة سورية وتزيد بحسب قدرة ألواحها على إنتاج كميات الطاقة الكهربائية وبحسب حجم الأرض التي تحتاج إلى السقاية.
شاهد أيضاً: وفيات وأضرار جسيمة جرّاء الأمطار في محافظة طرطوس