الرياض لن تقوم تطبع مع “تل أبيب” إلا في هذه الحالة ؟!
كشفت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن “إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سعت لبعض الوقت إلى إثارة احتمال اعتراف السعودية بـ”إسرائيل” كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي قد يشمل أيضاً إطلاق سراح “الفصائل” للرهائن الإسرائيليين. ومن المفترض، على نطاق واسع، أنه إذا اعترفت الرياض بالدولة اليهودية، فإنها ستفعل ذلك تحت مظلة اتفاقيات إبراهيم. ومن جانبه، لم يقم البيت الأبيض بأي محاولة لتبديد هذا الافتراض. وفي الواقع، قامت الإدارة في البداية بتعيين دانييل شابيرو، السفير السابق لدى إسرائيل، مبعوثاً خاصاً للاتفاقات”.
وأوضحت الصحيفة أن “عجز الإدارة عن دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التركيز على إطلاق سراح الرهائن بدلاً من إطالة أمد الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر إلى أجل غير مسمى، وتحديد مستقبل غزة والحد من التصريحات الأكثر غرابة لوزرائه المتطرفين في ما يتعلق بهذا المستقبل، أدى إلى إحباط الرياض بشكل متزايد. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ظهر هذا الإحباط إلى العلن رداً على تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الذي قال: “كنا، قبل 7 تشرين الأول، وما زلنا نجري الآن مناقشات مع نظرائنا في المنطقة، “إسرائيل” والسعودية … حول محاولة المضي قدمًا في ترتيب التطبيع بين “إسرائيل” والمملكة”.
وبحسب الصحيفة، “على الفور تقريباً، ردت وزارة الخارجية السعودية بمنشور مطول على وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيه، جزئياً، “في ضوء ما نسب إلى المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي.. فقد أبلغت المملكة موقفها الثابت للإدارة الأمريكية بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” ما لم يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن.. تنسحب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة”. وبدلاً من الإشارة إلى اتفاقيات إبراهيم، عاد التصريح السعودي إلى مبادرة السلام العربية الطويلة الأمد التي اقترحها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله لأول مرة في عام 2002 والتي أقرتها جامعة الدول العربية في قمة بيروت في ذلك العام ومرة أخرى في عامي 2007 و2017″.
تابعونا عبر فيسبوك
وتابعت الصحيفة، “لقد عبر المنشور السعودي في الواقع عن موقف أكثر صرامة بشأن السلام مع إسرائيل من المبادرة، حيث أن الأخيرة عرضت إمكانية تبادل أراضٍ صغيرة قابلة للمقارنة ومتفق عليها بين “إسرائيل” وفلسطين، في حين أن وزارة الخارجية السعودية لم تشر إلى مثل هذا الترتيب. وقبل يومين من إعلان المنشور السعودي، أعلنت المملكة في معرض الدفاع العالمي الذي أقيم في الرياض أنها اشترت عشر بطاريات من نظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي المتوسط المدى Cheongung KM-SAM Block II مقابل 3.2 مليار دولار. وفي واقع الأمر، تم التوقيع على الصفقة في تشرين الثاني، بعد وقت قصير من التزام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حرب غزة. إن اختيار السعوديين الإعلان عن الصفقة عندما فعلوا ذلك قد يمثل جانباً آخر من إحباطهم من الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، سمح السعوديون للمسؤولين الإيرانيين بحضور معرض الدفاع، وهو ما يتناقض بشكل ملحوظ مع رفض الرياض السماح للإيرانيين بدخول البلاد بعد نهب السفارة السعودية في طهران في عام 2016″.
وأردفت، “السعودية ليست على وشك التخلي عن علاقتها مع واشنطن، كما وتواصل الحصول على أنظمة دفاعية من كبار المقاولين الأمريكيين، وفي نفس اليوم الذي أعلنت فيه عن شراء الأنظمة الكورية الجنوبية، وقعت اتفاقيتين رئيسيتين مع شركة لوكهيد مارتن للعمل على نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية ثاد الذي اشترته في عام 2018. علاوة على ذلك، تتمتع الرياض بتاريخ في نشر مشترياتها بين عدة دول، بما في ذلك صفقة بقيمة 800 مليون دولار في عام 2022 مع شركة هانوا الكورية الجنوبية لدعم الدفاع وخدمات سلسلة التوريد. ومع ذلك، فإن توقيت الصفقة مع كوريا الجنوبية والبيان الشديد اللهجة بشأن شروط تطبيع العلاقات مع إسرائيل يشيران بوضوح إلى أن الرياض لن تسمح لواشنطن بالاستخفاف بها. من المحتمل بالتأكيد أن إعادة صياغة الرياض لشروطها للسلام مع “إسرائيل” ليست ثابتة، وأن المقصود منها حث واشنطن على ممارسة المزيد من الضغط على “إسرائيل” كما كان الحال حتى الآن”.
وختمت الصحيفة، “مع ذلك، ما لم تتخذ إدارة بايدن خطوات جادة لإجبار نتنياهو على النظر بجدية أكبر في وقف إطلاق النار وما يصاحب ذلك من إطلاق سراح الرهائن، وتحديد مستقبل لغزة عندما تنتهي الحرب أخيراً، فإن الرياض لن تفكر في الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام فحسب، فإنها لن تعمل أيضاً على تخفيف الظروف الصعبة للتطبيع التي ميزت سياستها لأكثر من عشرين عاما، مما يلقي بظلال من الشك على أي احتمال لتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط”.
شاهد أيضاً: دول “الناتو” تخشى عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. والسبب ؟!