أبو ماريا القحطاني “الثعبان” !
كان “فدائياً” في وحدات صدام حسين البعثية، وبعد سقوط بغداد.. أصبح عنصراً في الشرطة العراقية تحت حكم أمريكا، ثم صار جهادياً في جماعة أبو مصعب الزرقاوي.. فاعتقلته أمريكا، مع اندلاع أحداث الربيع العربي أطلقت سراحه أمريكا، ثم اعتزل “الجهادية” وتبرأ من “أخوة الجهاد” لأجل أمريكا، وزجّ به رفيق دربه “الجولاني” في السجن بسبب أمريكا، فمن هو هذا الرجل الذي أينما ترى اسمه تجد أمريكا؟!.
ميسّر بن علي الجبوري هو الاسم الحقيقي للجهادي «المعتزل» أبو ماريا القحطاني، المولود في الموصل العراقية.
قبل غزو العراق كان طالباً في جامعة بغداد، وأثناء دراسته انضم لقوات فدائيي صدام حسين التابعة لحزب البعث العراقي، وفيما بعد قال إنه كان “مضطراً”، ولم يؤمن يوماً بأفكار البعث، وأن كُتب الوهابية لم تفارقه!.
بعد سقوط بغداد عام 2003.. تم تشكيل الشرطة العراقية بقيادة الجنرال الأمريكي “بول بريمر”، فانتسب إليها القحطاني.. لكنه ما لبث أن ترك الوظيفة لينضم إلى صفوف الجهادي الأردني المعروف أبو مصعب الزرقاوي، الذي شكّل “جماعة التوحيد والجهاد”، وكانت النواة الأولى لما سيعرف لاحقاً بـ “داعش”!.
يقول العارفون بسيرة أبو ماريا عن قرب إن تنظيم القاعدة قتل ضابطاً في الشرطة العراقية هو ابن عم القحطاني وصديقه منذ الطفولة، ما اضطره لترك الشرطة خوفاً على حياته، ثم قرر الانضمام إلى صفوف القاعدة ليثأر من التنظيم، ولكن على طريقته الخاصة.. وقيل على وجه التحديد إنه تم تجنيد القحطاني من قبل الاستخبارات الأمريكية!.
تابعونا عبر فيسبوك
صار القحطاني مسؤولاً كبيراً في “دولة العراق الإسلامية” عام 2006، ثم اعتقلته القوات الأمريكية، وبقي في السجن إلى حين اندلاع أحداث الربيع العربي حيث أفرجت عنه أمريكا.
ادعى أبو ماريا أنه ترك العمل الجهادي، وسافر إلى سوريا، وفتح محل بقالة في حي شعبي بدمشق بانتظار ساعة الصفر!.
وفعلاً مع اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، وصل أبو محمد الجولاني إلى سوريا موفداً من زعيم “داعش” في العراق أبو بكر البغدادي لتأسيس فرع للتنظيم على أرض الشام.. وكان القحطاني بانتظاره لإطلاق الجهاد في سوريا!.
أسس مع الجولاني “جبهة النصرة”، وكان مهندس الانشقاق عن “داعش”، ثم عن “القاعدة”.. وتغيير اسم “جبهة النصرة” إلى “هيئة تحرير الشام”.. حتى إن أخوة الجهاد وصفوه بـ”الثعبان الذي أشعل فتنة الشام”!.
أيار الماضي.. صرح في لقاء مع صحفي بقناة فرانس 24 بأن “هيئة تحرير الشام” لم تعد حركة جهادية، وأن الجهاد انتهى!.
اتهمه جهاديون بأنه يغازل أمريكا، ويقدم نفسه للاستخبارات الأمريكية على أنه معتدل وقابل للتفاهم والحوار، تمهيداً لعقد شراكة استراتيجية مع الأمريكيين ظل يحلم بها لسنوات، تماماً كما فعل معلمه “الجولاني”.
وكان الحدث الفاصل اعتقال القحطاني في آب الماضي بأوامر من الجولاني، بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الأمريكية والتخطيط لانقلاب!.
المفاجئ كان إطلاق سراح أبو ماريا وتبرئته من تهمة العمالة، بعد أن هدد اعتقاله بإشعال صراع داخل الهيئة قد يؤدي إلى تفكيكها!.
يقول العارفون بدهاليز “الهيئة” إن القحطاني لم يكن يتواصل مع الأمريكيين من دون تخطيط وتنسيق مع الجولاني، لتبييض صفحة التنظيم الجهادي، وإن مشكلة الجولاني الحقيقية مع أبو ماريا كانت كشفه خطة الأخير للإطاحة به والتفرد بـ”الهيئة”!.
مع إطلاق سراح القحطاني تساءل أحد الجهاديين ساخراً: لقد توقفت الغارات الأمريكية على مواقع الجهاديين في المنطقة منذ اعتقال أبو ماريا.. فهل تعود الغارات بعودته؟!.
شاهد أيضاً: على خطى بايدن.. الرئيس الفرنسي يصعّد لهجته مع “إسرائيل” ؟!