الصين تستأنف عملها في الفضاء ..ما الهدف من هذه الخطوة ؟
أرسلت الصين 3 رواد فضاء إلى محطتها الفضائية المأهولة للإقامة لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وذلك ضمن برنامج منتظم يتناوب فيه رواد الفضاء الصينيون على متن محطة الفضاء “تيانغونغ” التي تحلّق على ارتفاعات شاهقة خارج الغلاف الجوّي للأرض.
وأفادت وكالة رويترز بأن المركبة الفضائية “شنتشو-18” قد انطلقت وعلى متنها ركابها الثلاثة، ليصعد بهم صاروخ “لونغ مارش-2 إف” الفضائي من مركز “غيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية” في شمال غربي الصين في الساعة 8:58 مساء أمس الخميس -على التوقيت المحلّي- بحسب وسائل إعلام رسمية.
ويقود المهمة التي ستستغرق نحو 26 أسبوعا رائد الفضاء “يي غوانغفو” ذو الـ43 عاما، والذي كان قد حلّق مسبقا إلى محطة الفضاء تيانغونغ في أكتوبر/تشرين الأول 2021 ضمن ثاني البعثات المأهولة للصين إلى المحطة.
ويرافقه كل من “لي كونغ” و”لي غوانغسو”، اللذان يخوضان رحلتهما الأولى إلى الفضاء الخارجي، بعد أن انضما إلى أحدث دفعة من رواد الفضاء في برنامج رحلات الفضاء الصيني. في حين أنّ جميع الرواد الثلاثة كانوا يعملون في سلك الأمن والشرطة سابقاً.
“القصر السماوي”.. أعجوبة الصين في الفضاء
ومنذ الانتهاء من العمل عليها في أواخر عام 2022، رفعت محطة الفضاء الصينية من سعتها الاستيعابية إلى 3 رواد فضاء كحد أقصى، وتحلّق حاليا على ارتفاع 450 كيلومترا، كما أنها صُممت بعمر تشغيلي لا يقل عن 15 عاما.
وضمن الجدول الذي أقرته الصين، فإنه من المقرر إرسال مهمتين مأهولتين إلى محطة تيانغونغ سنويا ابتداء من عام 2021، وتعد الرحلة الحالية هي السابعة منذ بدء إطلاق البعثات الفضائية المأهولة.
ويُكلّف كلّ طاقم فضائي بعدة مهام، أهمها السير في الفضاء الخارجي وإجراء تجارب علمية في بيئة تنعدم فيها الجاذبية، خلال فترة زمنية تبلغ 6 أشهر لكل طاقم.
وباتت محطة الفضاء الصينية تيانغونغ، والتي تعني “القصر السماوي” باللغة المحلية، أحد الرموز الوطنية التي تأسس مشروعها وانطلق بسبب استبعاد الصين من العمل في محطة الفضاء الدولية، والتي تقودها وكالة ناسا لعقود طويلة، ويحظر القانون الأميركي على وكالة ناسا التعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع الصين.
ونظرا لغياب التعاون المشترك في العمل الفضائي، استغرقت الصين وقتا طويلا لكي ترسل أول رائد فضاء لها، وهو “يانغ ليوي”، في نهاية عام 2003. وتعد الرحلة الفضائية الصينية الأخيرة هي الـ13 في تاريخ البلاد.