إلى مكان مجهول.. تركيا تجنّد السوريين شرق البلاد بـ”الدولارات” ؟!
تقوم الاستخبارات التركية باستخدام فصائل “الجيش الوطني” الموالي لها لتنفيذ أجنداتها، ليس في الداخل السوري فقط وإنما خارج حدود البلاد أيضاً، من خلال تشكيل فصائل من “المرتزقة” وإرسالها إلى مناطق متوترة حول العالم لخدمة مصالح تركيا.
البداية كانت عام 2019 عندما أرسلت دفعة من العناصر “المرتزقة” برعاية تركية للقتال بجانب “قوات حكومة الوفاق” الليبية ضد قوات “خليفة حفتر”، من ثم قامت الاستخبارات التركية بتجنيد عناصر لإرسالها إلى أذربيجان للقتال في معاركها ضد أرمينيا، حيث كان فصيل “السلطان مراد” هو المسؤول عن تجنيد العناصر ونقلهم، بحسب ما أفادته مصادر لمراسل “كيو ستريت” في المنطقة.
وأفادت مصادر لمراسل “كيو ستريت” في المنطقة الشرقية، أن فرقة “السلطان مراد” أكبر الفصائل بـ”الجيش الوطني”، فتحت باب التجنيد بمدينة رأس العين بريف الحسكة ومدينة تل أبيض بريف الرقة.
وبحسب المصدر الوجهة هذه المرة ستكون إلى دول أفريقيا وبالتحديد إلى النيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا غربي القارة السمراء.
تابعونا عبر فيسبوك
ونوهت المصادر أن عملية التجنيد التي يقوم بها فصيل “السلطان مراد” لن تقتصر على فقط على عناصره أو على عناصر باقي الفصائل، بل شملت عدد من المدنيين.
ولفتت المصادر أن عملية توقيع العقود تم بمنزل “آل العطية” شرق مدينة رأس العين، حيث يتخذ الفصيل هذه المنازل مقرات قيادة له، وفي مدينة تل أبيض تتم العملية بمقر قيادة الفصيل.
وتابعت المصادر ان العقود تأخذ 3 أشكال، منها ست أشهر وسنة وسنة ونصف، ومن يوقّع لا يمكن له التراجع، وبحسب ما أبلغه عناصر موقعة على العقود، فإن التجمع سيكون بمدينة رأس العين “التركية” المحاذية لمدينة رأس العين السورية، وسيتم التحرك من هناك.
وأشارت المصادر أنه تم إبلاغ المقاتلين أنه سيتم منح كل عائلة مقاتل فور وصوله مدينة رأس العين التركية راتب شهرين مقدم، ويتراوح الراتب بين 1000 إلى 1500 دولار أمريكي.
وأضافت المصادر أن الأوراق المطلوبة هي هوية أو أي إثبات شخصي أو وجود إخراج قيد مثلاً، ويتم تسليم هذا الإثبات لذاتية “الفرقة”، إلى جانب رقم الهاتف المحمول فور وصولهم الأراضي التركية، حيث يُحظّر اصطحاب حتى الأمتعة الشخصية، فقيادة الفصيل تبلغ من يوقّع عقد إذا كان مدني أن يحضر فقط بالألبسة وإذا كان عسكري يحضر باللباس العسكري فقط دون أمتعة.
أحد الأشخاص الذين ذهب للتسجيل باتصال هاتفي مع مراسل “كيو ستريت”، قال إنّه استفسر عن طريقة التواصل مع عائلاتهم، كان الجواب أنه سيكون هناك أوقات محددة يمكنكم الاتصال من هواتف ضباط أتراك برفقتكم.
مراقبون قالوا إن المخابرات التركية تستغل حالة الفقر الموجودة بمناطق سيطرة “الفصائل المسلحة” لتجنيد السوريين كمرتزقة يقاتلون بالنيابة عنها، ورجّح المراقبين أن تكون مهمة هؤلاء المقاتلين لحماية الشركات التركية التي وقّعت عقود تنقيب الذهب ببعض دول أفريقيا أو القيام بعملية عسكرية ببعض الدول.
وأضاف المراقبون أن منع المقاتلين من اصطحاب هواتفهم أو أي شيء آخر، كي لا تعرف الوجهة بالتحديد وإن سُمح لهم بالاتصال من هواتف ضباط يجيدون اللغة التركية للسيطرة عليهم بعدم تسريب أي معلومات.
ونوّه المراقبون أن عدم اصطحاب أي ثوبتيات معهم من جواز سفر أو هوية كي لا يتمكن المقاتل من الهرب.
شاهد أيضاً : تصاعد الاحتجاجات ضد الجولاني بعد فضّ اعتصام السجن