شاشات ضد الميكروبات.. أصبح بإمكانكم اللمس بأمان ؟!
في السنوات الأخيرة زاد الاهتمام بقابلية أسطح شاشات اللمس الشخصية أو متعددة المستخدمين مثل الأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية، إيواء الكائنات الحية الدقيقة الضارة. وبناء عليه زاد الطلب على وسائل تطهير فعالة لتلك الشاشات التي تعمل باللمس مختلفة عن طرق التطهير التقليدية مثل الكحول القابل للرش أو المناديل المبللة لأنها طرق غير عملية.
وتُعتبر الطلاءات التي تحتوي على مواد مضادة للميكروبات يُطلى بها الزجاج حلاً واعداً، بشرط أن تكون شفافة تسمح بمرور الضوء، ومقاومة للتآكل حتى تبقى فترة طويلة ولا تتأثر بكثرة الاستخدام.
ويُعد النحاس المعدني عاملاً قوياً مضاداً للميكروبات وذا فعالية عالية ضد مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة، ولذلك فإنه يُستخدم بشكل شائع في صناعة أو طلاء مقابض الأبواب وحواجز أسرّة المستشفيات.
إلا أن استخدام النحاس طلاء مباشراً لشاشات اللمس يُفقدها شفافيتها البصرية لأنه معتم، كما يمكن للتوصيل الكهربائي العالي لطبقة طلاء النحاس أن يؤثر سلباً في وظيفة استشعار اللمس الموجودة في الأجهزة المحمولة.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين من شركة كورنينغ للأبحاث والتطوير ومعهد برشلونة للعلوم والتكنولوجيا ونشرت في مجلة “نيتشر” في الثامن عشر من آذار الماضي، صمم فريق من الباحثين سطحاً نحاسياً شفافاً ذا بنية نانوية مضادة لبعض الميكروبات، وهو غير موصل كهربائياً.
ولتصنيع هذا السطح المضاد للميكروبات، رسّب الباحثون طبقة نحاسية رقيقة جداً بسمك يبلغ 3.5 نانومترات على ركيزة زجاجية. وبعد ذلك استخدم الباحثون عملية التلدين الحراري السريعة لتكوين جسيمات النحاس النانوية المبللة بالحجم والتوزيع الأمثل الذي يوفر تأثيراً مضاداً للميكروبات وشفافيةً وحياداً في الألوان وعزلاً كهربائياً.
وأخيرا رسبوا طبقات وظيفية إضافية من ثاني أكسيد السيليكون والفلوروسيلانات فوق الجسيمات النحاسية النانوية، وهذه الطبقات تعزز متانة الطلاء وتحميه من الأكسدة البيئية والعوامل الكيميائية الخارجية والقوى الميكانيكية دون أن تؤثر في شفافية الطلاء.
ويعتمد النشاط المضاد للميكروبات في الأسطح التي تحتوي نحاساً على قدرتها على إطلاق أيونات النحاس الحر عن طريق عمليات التآكل المائي، وبمجرد إطلاقها تمارس تأثيرات سامة في الخلايا الميكروبية من خلال المشاركة في تفاعلات الأكسدة والاختزال الدورية على سطح الخلية.
كما أنه بتسرب ودخول الجسيمات النانوية إلى داخل الخلايا الميكروبية، تنتج مركبات داخل الخلايا مثل بيروكسيد الهيدروجين والأكسيد الفائق وغيرهما، والتي تعتبر سامة وقاتلة للخلية الميكروبية.
ونظراً لفعالية هذه الأسطح الشفافة ذات البنية النانوية في القضاء على بعض الميكروبات ونقلها للضوء بنسبة كبيرة مع عدم تشتت الألوان وسهولة تنظيفها واحتفاظها بمتانتها مع الزمن، بالإضافة إلى طريقة تصنيعها القابلة للتطوير صناعياً. فإن هذه الأسطح المضادة للميكروبات مفيدة في التطبيقات ذات الأهمية التكنولوجية مثل الأسطح الشفافة التي تعمل باللمس سواء للأجهزة الشخصية أو متعددة المستخدمين.
ويقول “برانتيك مازومدير” الباحث في شركة كورنينغ وأحد المشاركين في الدراسة: “على الرغم من أن المزيد من التطوير ضروري قبل الاستخدام التجاري الكامل، فإن هذا العمل خطوة في الاتجاه الصحيح لتصنيع شاشات لمس مضادة للميكروبات”.
شاهد أيضاً : مفاجأة لمستخدمي آيفون