لا مفر من ارتفاع الأسعار عالمياً.. ما القصة ؟!
تعكس أرقام صناعة الشحن ارتفاع التكاليف الناجم عن أسباب متعددة، في مقدمتها الهجمات في البحر الأحمر. وقد أدى ذلك إلى تقييد العرض العالمي من مساحات الشحن والحاويات، حيث يضطر أصحاب السفن الذين يسافرون بين آسيا وأوروبا إلى اتخاذ طريق أطول حول أفريقيا.
وبسبب الحرب في غزة، يتخوف أصحاب السفن من الهجمات التي ستؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية خلال أشهر الخريف عندما يستورد تجار التجزئة عادة سلع عيد الميلاد.
وصلت أسعار الشحن إلى أعلى مستوى لها منذ 18 شهراً، مما يهدد بتأثيرات محتملة واسعة على هدف انخفاض معدل التضخم.
أصبح شحن حاوية على طريق شحن رئيسية الآن أكثر تكلفة مما كان عليه الأمر عندما بدأ الحوثيون لأول مرة مهاجمة القوارب في البحر الأحمر في أواخر العام الماضي لمنع السفن من الرسو والتصدير من وإلى إسرائيل.
وصل المؤشر الذي يقيس متوسط تكلفة حاوية 20 قدماً يتم شحنها من شنغهاي إلى أوروبا – وهو المقياس الأكثر استخداماً لتكلفة الشحن – إلى 3949 دولاراً.
ارتفع مؤشر شنغهاي للشحن بالحاويات (SCFI) بشكل حاد في الشهر الماضي وفقاً للبيانات المقدمة إلى شبكة “سكاي نيوز” من شركة الخدمات اللوجستية العالمية.
ورصدت الشبكة محطات بارزة في أزمة “أسعار الشحن” خلال السنوات القليلة الماضية، وصولاً إلى التبعات الحالية المرتبطة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مروراً بالأزمة التي تعرضت لها قناة السويس، ثم الأزمات الناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا.
تابعونا عبر فيسبوك
انسداد قناة السويس من قبل سفينة الحاويات Ever Given التي جنحت في عام 2021، أدى إلى ارتفاع حاد في تكاليف الشحن حيث لم تتمكن البضائع من التحرك بحرية على طول شريان الشحن الحيوي، مما تسبب في فوضى في الموانئ واختناق خطوط الإمداد. كما أدى اضطرار القوارب للقيام برحلات بديلة وتحويل مسارها إلى ارتفاع تكاليف الشحن.
عانت مختلف البلدان من تبعات تلك الأزمة الواسعة، بما في ذلك دول أوروبا التي ترزح تحت وطأة التهديدات بشكل مباشر لجهة اعتمادها بشكل كبير على تلك المسارات المتضررة. وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، كانت هذه الموجة مـن مشاكل سلسلة التوريد هي التي أحدثت جزءاً مـن “الصدمة الأولى” للاقتصاد والتي تسببت في ارتفاع معدل التضخم، أي معدل ارتفاع الأسعار.
وقد تعافى الاقتصاد إلى حد كبير من الصدمات – بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن الحرب في أوكرانيا، والتي أدت إلى وصول التضخم إلى أعلى مستوى له مـنذ 41 عاما عند 11.1 بالمئة في أكتوبر 2022.
وفي حين انخفض التضخم بشكل ملحوظ – إلى 2.3 بالمئة في القراءة الأخيرة – فإن الشحن باهظ الثمن قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقضي فيه معظم البضائع الموجودة على أرفف المملكة المتحدة جزءاً على الأقل مـن عمرها في البحر، لذا فإن اضطرار المستوردين إلى إنفاق المزيد لإيصال البضائع إلى المملكة المتحدة قد يعني أن المستهلكين يدفعون أكثر عند درج البضائع.
شاهد أيضاً: هجمات البحر الأحمر.. تقرير استخباري أمريكي يكشف الخسائر