“مفاجآت إيجابية في سوريا”.. صحيفة تركية تكشف التفاصيل ؟!
كشف الكاتب التركي “يحيى بستان” أن أنقرة نجحت نسبياً في التفاهم مع دمشق لمواجهة العديد من التحديات التي تواجه البلدين وإن ذلك ربما يؤدي إلى استقرار المنطقة بشكل عام.
وأكد في تقرير له نشرته صحيفة “يني شفق” التركية أن الحرب المستمرة في سوريا خلفت وراءها تنظيمات مسلحة في الأراضي السورية يشكل بعضها تهديداً لوحدة الأراضي السورية والتركية أيضاً.
وأوضح بستان أن وجود حالة من التوازن في سوريا بين القوى الرئيسية روسيا وإيران وأمريكا وتركيا، حيث كانت هذه الدول تحافظ على مواقفها بشكل أو بآخر دون أي تغير ملحوظ، ولكن هذا التوازن تزعزع عندما بدأت عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وأضاف إن أمريكا ترى أنه في حالة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق فلن يكون لها دور في سوريا ولذلك قامت بخطوة جديدة لتعزيز نفوذها من خلال محاولة توحيد التنظيمات “الإرهابية” في شمال العراق وسوريا، على حد قوله.
وردت تركيا على هذه الخطوة بالجلوس مع العراق والتفاوض معه للتعاون في مجال مكافحة “الإرهاب”، وبالاستهداف المباشر لقادة كبار في “حزب العمال الكردستاني” الذين قال الكاتب إنهم محميون من قبل الوجود العسكري الأمريكي في شمال سوريا، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، ولكن في النهاية، تم الوصول إلى نوع من التوازن.
وتحدث الكاتب عن حالة جديدة تواجهها المنطقة، حيث إن واشنطن بدأت تناقش إمكانية سحب قواتها من سوريا للتركيز على الصين، وهو ما سيشكل تطوراً يغير اللعبة ويكسر التوازن الحالي، فمجرد مناقشة هذا الاحتمال أحدث اضطراباً وجعل الأطراف المختلفة تبدأ في التحضير لفترة ما بعد الولايات المتحدة في سوريا، لتجنب توترات جديدة، مضيفاً أن هذه الاستعدادات من قبل الفاعلين المختلفين تشير إلى تحولات محتملة في المتغيرات الإقليمية وقد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في المواقف والتحالفات.
وأوضح بستاني أن استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تهدف أولا لضمان “أمن إسرائيل”، وتشمل مساعيها في هذا الصدد إبعاد دمشق عن إيران، ومنح “قوات سوريا الديمقراطية” وهي فرع لـ”حزب العمال الكردستاني”، حسب الكاتب، حكماً ذاتياً في سوريا وقال إن هناك تطورين مهمين في هذا السياق: تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بأنهم يتواصلون مع الولايات المتحدة من حين لآخر، وأن السياسة هي فن الممكن.
تابعنا عبر فيسبوك
وتناول الكاتب العلاقات الدولية بين روسيا، وإيران، و”إسرائيل”، والولايات المتحدة، وتأثيراتها على سوريا، وأشار إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا قد يجبر دمشق على إعادة تقييم سياساتها والبحث عن طرق تواصل مع تركيا، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات في الديناميكيات الإقليمية والسورية بشكل عام.
وتحدث بستاني عن تغير في موقف الحكومة السورية تجاه علاقتها مع تركيا. ففي السابق، كان الرئيس السوري يعتبر انسحاب القوات التركية من سوريا شرطاً أساسياً لأي عملية للعودة إلى العلاقات الطبيعية بين البلدين، لكن الآن يبدو أن هنالك تحولاً في هذا الموقف، حيث إن موقف وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، يشير إلى أن تعبير تركيا عن استعدادها للانسحاب من الأراضي السورية يمكن أن يكون كافياً لإعادة بناء العلاقات بين البلدين، وهذا التغيير يُظهر مرونة في سياسة الحكومة السورية وانفتاحاً على احتمالات جديدة للتفاوض والتقارب السياسي بين تركيا وسوريا.
ومع ذلك، وبعد أن أعربت تركيا عن استعدادها لدعم عملية سياسية وتحقيق الاستقرار في سوريا، صرح وزير الدفاع التركي بأن أنقرة مستعدة لدعم تلك الجهود، ولكن بشرط أن يتم تحقيق الأمن على الحدود وأن تتم إجراءات العودة إلى الحياة السياسية الطبيعية، وهذا التحول يظهر تحركا نحو فتح باب الحوار وإمكانية استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مع إبقاء الأمور مرتبطة بتحقيق الشروط المطلوبة من كل طرف.
وكشف الكاتب عن مجموعة من الشروط والمطالب التي تقدمها تركيا للحكومة السورية لدعم عملية سياسية وتحقيق الاستقرار في سوريا مثل دعم مكافحة “الإرهاب”، وإزالة التهديدات الأمنية، وحل مشكلة اللاجئين السوريين.
واختتم الكاتب التقرير بدعوة الأسد إلى التعاون مع تركيا في سبيل تحقيق أمن بلاده وضمان وحدة أراضيها، مشيرا إلى أن انسحاب أمريكا المتوقع لن يترك له أي خيارات أخرى غير التعاون مع أنقرة إن كان يريد حقا استمرار وجود سوريا كدولة ذات سيادة.
شاهد أيضاً: مفاوضات “سورية تركية” جرت في “حميميم” !