ماذا يعني أن تدخل “إسرائيل” في حرب مع الفصائل اللبنانية ؟!
كشف تقرير لمجلة “فورن بوليسي” الأمريكية عن وجود اعتقاد لدى المحللين “الإسرائيليين”، أن لدى الفصائل اللبنانية شبكة أنفاق تحت الأرض في لبنان توصف بأنها “أكثر شمولية” من تلك التابعة لفصائل القطاع في غزة.
ويثير هذا التساؤل حول ما يمكن أن تفعله الفصائل اللبنانية ضد “إسرائيل” باستخدام هذه الأنفاق.
وعلى عكس غزة، التي تفتقر إلى الروابط الجغرافية المباشرة مع داعميها في طهران، قامت إيران ببناء طرق إمداد برية وجوية تؤدي إلى لبنان عبر العراق وسوريا.
ويمكن استخدام هذه الطرق لدعم الفصائل في لبنان حال اندلاع حرب شاملة مع “إسرائيل”، حسب ما ذكرت إيمي ماكينون، مراسلة المجلة المتخصصة في شؤون الاستخبارات والأمن القومي.
تابعونا عبر فيسبوك
رغم أن الحرب التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة قد جذبت اهتمام العالم لأكثر من 8 أشهر، فإن جبهة أخرى مشتعلة عند “الحدود الشمالية لإسرائيل” مع لبنان، حيث شنت الفصائل اللبنانية هجوماً صاروخياً كبيراً على “إسرائيل” في الأسبوع الماضي رداً على غارة جوية “إسرائيلية” أسفرت عن مقتل أحد قياداتها البارزة.
هذا التصعيد أثار مخاوف من احتمال خروج الصراع عن السيطرة.
ووفقاً للمجلة الأمريكية، أطلقت الفصائل في لبنان آلاف الصواريخ والمقذوفات المضادة للدبابات والطائرات المسيرة باتجاه “إسرائيل”، بينما ردت “القوات الجوية الإسرائيلية” بشن آلاف الغارات الجوية. هذا التبادل العنيف أدى إلى نزوح حوالي 140 ألف شخص من جانبي الحدود.
ورغم تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء بأن “إسرائيل والفصائل اللبنانية يسعيان إلى خوض حرب واسعة النطاق”، فإن ماكينون تشير في تقريرها إلى أن الوضع قد يتجه نحو تصعيد أكبر.
وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية “الإسرائيلي”، إسرائيل كاتس، من أن “بلاده ستدمر الفصائل اللبنانية وتوجه ضربات قوية للبنان في حال نشوب حرب شاملة”.
وعلقت “فورين بوليسي” على تصريح كاتس بأن “إسرائيل أيضاً ستتعرض لدمار كبير إذا اندلعت الحرب”.
ونقلت المجلة عن مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن أن الفصائل اللبنانية تُعد “أقوى وأشد تسليحاً” من فصائل القطاع، ويعتبر أكثر الجهات غير الحكومية تسليحاً في العالم، حيث “قام بتطوير ترسانة متقدمة بمساعدة إيران وسوريا وروسيا”.
وأوردت المجلة تصريحاً للدبلوماسي مايكل أورين، الذي شغل منصب سفير “تل أبيب” لدى الولايات المتحدة خلال فترة الرئيس باراك أوباما، أكد فيه أن “فصائل القطاع تشكل تهديداً تكتيكياً لإسرائيل، بينما فصائل لبنان تمثل تهديداً استراتيجياً لها”.
وتشير التقديرات إلى أن الفصائل اللبنانية تمتلك حوالي 130 ألف صاروخ وقذيفة قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي “الإسرائيلية” واستهداف أكبر مدنها.
ووصف أورين تلك التقديرات بأنها “مرعبة” وتوحي بما يمكن أن تفعله الفصائل اللبنانية في غضون ثلاثة أيام. وأضاف: “”نت تتحدث عن استهداف كل بنيتنا التحتية الأساسية، من مصافي النفط إلى القواعد الجوية وحتى منشأة ديمونة للأبحاث النووية في إسرائيل”.
شاهد أيضاً : تقارير: “جيرالد فورد” الأمريكية في طريقها إلى حيفا