انفتاح متبادل.. سوريا وتركيا تكتبان الفصل الأخير في “الخلاف” ؟!
بعد ساعات من إبداء الرئيس السوري بشار الأسد انفتاح بلاده على التقارب مع تركيا، جاء الرد التركي على لسان نظيره رجب طيب أردوغان، الذي فتح الباب على مصراعيه نحو إعادة التوافق السوري التركي وتطبيع العلاقات بين البلدين.
انفتاح عده محللون وخبراء مدفوعاً بضغوط داخلية وخارجية وملفات ساخنة وقضايا حاسمة لكلا البلدين، في عدة ملفات أبرزها الأمن والاستقرار والتنمية وتوازنات العلاقات الدولية وغيرها.
ولم تكد تمضي دقائق على التصريح الرسمي من كلا الجانبين، والذي انضم لسلسلة التصريحات الأخيرة، الصادرة عن الحكومة والمعارضة التركية على حد سواء تجاه التقارب مع دمشق، حتى أثيرت زوبعة من التساؤلات والتكهنات حول طبيعة الخطوة المقبلة ومدى جدية التحرك التركي هذه المرة.
وعبر حديث مباشر، أكد الرئيس الأسد، أثناء استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، انفتاح بلاده على جميع مبادرات التقريب بين البلدين.
تابعونا عبر فيسبوك
ورد بعدها الرئيس التركي، على تلك التصريحات، مغيراً طريقة مخاطبته لنظيره السوري، ووصفه بـ”السيد الأسد”، معبراً عن رغبته بإجراء لقاء معه.
وأطلق أردوغان جملة من التصريحات استذكر فيها أيام “العلاقات العائلية”، وكشفت في الوقت ذاته عن المسار الذي قد يتجه إليه ملف التطبيع بين البلدين.
وكان ملف التطبيع قد شهد جموداً منذ اللقاء الرباعي الشهير في موسكو قبل نحو عام، ولم تفلح جميع المحاولات الروسية وغير الروسية في تحريكه أو تغيير أياً من خطوط التماس السياسية بين الجانبين.
وتسارع محاولات كسر الجليد المتراكم بين دمشق وأنقرة وفتح ثقوب جديدة في جدار الخلاف بين العاصمتين، وشكل أحد محاور الاهتمام لمتابعي هذا الملف.
حيث اعتبر الخبراء أن “الأجواء والمسار أقرب من كل المرات السابقة للوصول لنتائج جدية، بدليل أن الإلحاح التركي المتزايد خلال الفترة الأخيرة على مسألة التطبيع يتعلق بشكل أساسي بالعامل الداخلي التركي، لاسيما أن أردوغان خسر كثيراً في الانتخابات البلدية الأخيرة والتي جاءت في غير صالحه، دون أن ننسى العامل الخارجي المتمثل بنوعية التوازن بالعلاقات الروسية التركية”.
وبحسب الخبراء فإن “هناك محاولة من قبل الرئيس أردوغان للتوجه صوب الغرب، وبالتالي هو يحتاج لطمأنة روسيا خاصة أن التزام تركيا بالعقوبات الغربية على روسيا والاتفاقات العسكرية مع أوكرانيا باتت تزعج موسكو كثيراً، وبالتالي يسعى أردوغان إلى إحداث نوع من التوازن مع روسيا من خلال التحرك الجدي في الملف السوري، هذا العامل ساهم بتتويج تصريحات التطبيع”.
وتابع الخبراء: “ولا ننسى العامل الثالث وهو ملف محاربة التنظيمات الكردية على الحدود مع سوريا والمتمثلة بالإدارة الذاتية، حيث يحاول أردوغان تعزيز موقعه في هذه الحرب من خلال ضمان عدم صدور مواقف حادة من قبل إيران وروسيا ودمشق”.
إضافة إلى “العامل الاقتصادي وضرورة طمأنة شركاء تركيا في منطقة الخليج في مشروع طريق التنمية، بأن المنطقة ذاهبة نحو الاستقرار وليس إلى التصعيد”، بحسب الخبراء.
إذا الدور الأساسي لتحريك ملف التقارب مع سوريا هو للوضع الداخلي التركي والنزيف الانتخابي الذي عانى منه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية الأخيرة، والذي لعب دوراً أساسياً هنا، لكنه ليس الوحيد في إضفاء الجدية على مسار التطبيع بين البلدين.
شاهد أيضاً : “دود الخل منه وفيه”..ضابط تركي كبير متهم بتهريب السوريين ؟!